سكان الخرخير.. كانوا في الأساس بدو رحل يتبعون إبلهم إلى الماء والكلأ.. ومن الطبيعي أن يتأثروا نتيجة ترسيم الحدود السعودية مع اليمن وأن يحد من تحركاتهم، وأن تحول الحدود بينهم وبين أهلهم في الجانب الآخر من الحدود..محمد بن أحمد بن جمعان المنهالي لم ير ابنتيه (4-6) سنوات منذ 4 سنوات لأنهما تعيشان في اليمن. ومحمد احمد عقيل المنهالي هوالآخر لم ير والدته منذ 4 سنوات ايضاً. وسالم بن محمد احمد المنهالي يقول: زوجتي سعودية وانا «بدون». ويقول صبير بن مرعي بن بشر المنهالي ضموا ابني تركي وابنتي ولكنهم رفضوا ضم والدتهما الى كرت العائلة. محمد عبيد الراشد محافظ شرورة يؤكد على ان تعداد البدون الذين يعيشون في المحافظة يتراوح ما بين 12-15 ألف جميعهم بدون جنسية على امل ان يحصلوا عليها قريبا ان شاء الله تبعا لقبائلهم، مؤكدا ان موضوع هؤلاء البدون هو قيد الدراسة لدى الجهات المختصة بوزارة الداخلية، وقريبا سيتم منح الجنسية السعودية لكل من يستحق المنح بعد استيفاء كافة شروط وضوابط منح الجنسية، وبحث اوضاع من لا تنطبق عليهم شروط المنح ومعالجتها حسب ضوابط الانظمة والتشريعات المتبعة في مثل هذه الحالات. «ولكن عملية الترسيم كانت خطوة ضرورية هامة لابد منها لدواعي سيادية وأمنية» بهذه الكلمات بدأ رئيس بلدية الخرخير مبارك بن عمر الصيعري حواره معنا.. بعد ان دعانا لإجراء هذا الحوار من خلال جولة ميدانية على الخرخير والحدود ليكون حديثنا على الطبيعة، وأن لا نتحدث عن شيء لم نره بأم أعيننا. الصيعري يؤكد ان سكان الخرخير ليسوا وحدهم من تأثروا بترسيم الحدود، بل ان الدولة تحملت تبعة الترسيم أيضا .
وقد تم تعويض أصحاب المنازل وكذلك تخصيص مخطط جديد من الوزارة.
تبعات الترسيم
ويضيف الصيعري: كما أن حركة السكان تأثرت بالترسيم فلم يعد مسموحاً لهم مجرد الاقتراب من مسار الحدود. وكما ترون الحد من الجنوب والكثبان الرملية الهائلة من الشرق والغرب. واصبح المجال الوحيد المتاح للحركة هو من الجهة الشمالية. ويضيف: الشمال هو الجهة الوحيدة للامتداد والحركة ليس للسكان، ولكن للمشاريع أيضا لا يمكن التوسع إلا عبر الشمال. ويؤكد الصيعري انه حتى التمدد عبر الجهة الشمالية صعب جداً ويتطلب جهودا مضنية وميزانيات كبيرة ومعدات لتجريف كثبان الرمال للتوسع في المشاريع. فترى الخرخير رغم أنها تتوسط كل هذا الفضاء الشاسع إلا أنها مدينة محاصرة من جميع الجهات.
كومة الحجارة
أخذنا الصيعري إلى منطقة خارج المحافظة ووقف بنا على كومة من الحجارة قال انها قبل ترسيم الحدود كانت معروضة للبيع بـ 10 آلاف ريال. وقد قفز ثمنها بعد ترسيم الحدود إلى 3 ملايين ريال.
وقد أكد مبارك بن صالح المنهالي أحد مقاولي المشاريع المنفذة في الخرخير صحة هذه المعلومة وأكد أنه لم يعد داخل الحدود السعودية سوى هذه الكمية فقط من هذا الحجر الذي هو من نوعية ممتازة جداً تشبه الرخام الفاخر المستخدم في المباني الراقية في المدن الأخرى. وان هذا الحجر يستخدم في عمل الردمية بعد دكة فوق الرمال لعمل الطريق المؤدي إلى الخرخير من شرورة. وأكد رئيس البلدية بأن هذا الحجر كان يجلب من منطقة أصبحت الآن داخل الحدود اليمنية بـ 15 كيلو متراً.
توقف المشاريع
وحول نقل الخرخير وسكانها إلى مكان آخر قريب من المدن الأخرى.. أكد الصيعري أن الدراسة قائمة بالفعل وقد أبلغ في الشهر الماضي بإيقاف المشاريع حتى يتم الانتهاء من الدراسة واتخاذ القرار بالنقل أو مواصلة المشاريع.
وأكد أن المشاريع المستمرة الآن هي بناء الحاجز الغربي للحد من زحف الرمال على المحافظة وبعض المشاريع الرئيسية الهامة التي أوشكت على الانتهاء.. مؤكدا على ضرورة مراعاة الظروف والتضاريس الصعبة التي تفرض على الخرخير وعلى السكان معاناة كبيرة في نمط الحياة وارتفاع الأسعار، وتعيق عملية التنمية وارتفاع تكاليف المشاريع عن أي منطقة أخرى في المملكة، نظراً لبعد المحافظة وصعوبة الوصول إليها، وإضافة تكاليف النقل الباهضة على التكلفة الطبيعية للمشاريع في المناطق الأخرى.
أعباء ثقيلة
ويضيف الصيعري: الأعباء الملقاة على عاتق البلدية كثيرة جداً هنا وتقوم بمهام قطاعات حكومية أخرى ليست موجودة كالمياه والصرف الصحي والزراعة والمواصلات وغيرها.
الماء الكبريتي
الماء.. يعتبر أهم مشاكل بدو الصحراء بشكل عام وفي الخرخير على وجه الخصوص.. فصحراء الربع الخالي ليست كما يعتقد الكثيرون بأنها مجرد بحر من الرمال التي لا آخر لها.. ولكن يوجد بها بحيرات وآثار لأنهار قديمة وواحات حتى ان في المنطقة (د) في المثلث الحدودي بين السعودية واليمن وعمان توجد نافورة طبيعية يتدفق الماء منها من جوف الأرض وسط الرمال القاحلة بارتفاع 30 متراً للأعلى وهي ظاهرة فريدة من نوعها ولاشك. إلا ان مشكلة الماء في صحراء الربع الخالي أنه كبريتي لا يصلح للاستخدام الآدمي. وقد تكون الخرخير حالة خاصة حيث ان سبب سكن أهلها فيها من الأساس أن ماءها هو الأفضل والأكثر تدفقاً ومناسبة للاستخدام. رئيس البلدية يقول: لدينا خزان لتحلية المياه خاص لاستخدام الأهالي يقوم على تشغيله مقاول خاص بالمشروع، وهناك مشروع تبرع به رجل أعمال وساهم السكان في انشائه ونشرف نحن عليه وهو يعمل منذ 15 عاماً.
وأكد الصيعري ان البلدية تأخذ بين حين وآخر عينة من الماء وترسلها إلى المختبرات في نجران لتحليلها وعادة ما تعود لنا النتائج إيجابية وأنها صالحة للاستخدام.
رحلة العودة
أكملنا جولتنا برفقة رئيس البلدية في الخرخير لليوم الثاني على التوالي وعندما أوشكت الشمس أن تسكن في كهف الغروب قررنا الرحيل في طريق العودة إلى شرورة عبر الردمية.. وقد حكينا لكم حكاية رحلة العودة وكيف واجهنا الموت فيها مرتين في حلقة سابقة.
وقد تم تعويض أصحاب المنازل وكذلك تخصيص مخطط جديد من الوزارة.
تبعات الترسيم
ويضيف الصيعري: كما أن حركة السكان تأثرت بالترسيم فلم يعد مسموحاً لهم مجرد الاقتراب من مسار الحدود. وكما ترون الحد من الجنوب والكثبان الرملية الهائلة من الشرق والغرب. واصبح المجال الوحيد المتاح للحركة هو من الجهة الشمالية. ويضيف: الشمال هو الجهة الوحيدة للامتداد والحركة ليس للسكان، ولكن للمشاريع أيضا لا يمكن التوسع إلا عبر الشمال. ويؤكد الصيعري انه حتى التمدد عبر الجهة الشمالية صعب جداً ويتطلب جهودا مضنية وميزانيات كبيرة ومعدات لتجريف كثبان الرمال للتوسع في المشاريع. فترى الخرخير رغم أنها تتوسط كل هذا الفضاء الشاسع إلا أنها مدينة محاصرة من جميع الجهات.
كومة الحجارة
أخذنا الصيعري إلى منطقة خارج المحافظة ووقف بنا على كومة من الحجارة قال انها قبل ترسيم الحدود كانت معروضة للبيع بـ 10 آلاف ريال. وقد قفز ثمنها بعد ترسيم الحدود إلى 3 ملايين ريال.
وقد أكد مبارك بن صالح المنهالي أحد مقاولي المشاريع المنفذة في الخرخير صحة هذه المعلومة وأكد أنه لم يعد داخل الحدود السعودية سوى هذه الكمية فقط من هذا الحجر الذي هو من نوعية ممتازة جداً تشبه الرخام الفاخر المستخدم في المباني الراقية في المدن الأخرى. وان هذا الحجر يستخدم في عمل الردمية بعد دكة فوق الرمال لعمل الطريق المؤدي إلى الخرخير من شرورة. وأكد رئيس البلدية بأن هذا الحجر كان يجلب من منطقة أصبحت الآن داخل الحدود اليمنية بـ 15 كيلو متراً.
توقف المشاريع
وحول نقل الخرخير وسكانها إلى مكان آخر قريب من المدن الأخرى.. أكد الصيعري أن الدراسة قائمة بالفعل وقد أبلغ في الشهر الماضي بإيقاف المشاريع حتى يتم الانتهاء من الدراسة واتخاذ القرار بالنقل أو مواصلة المشاريع.
وأكد أن المشاريع المستمرة الآن هي بناء الحاجز الغربي للحد من زحف الرمال على المحافظة وبعض المشاريع الرئيسية الهامة التي أوشكت على الانتهاء.. مؤكدا على ضرورة مراعاة الظروف والتضاريس الصعبة التي تفرض على الخرخير وعلى السكان معاناة كبيرة في نمط الحياة وارتفاع الأسعار، وتعيق عملية التنمية وارتفاع تكاليف المشاريع عن أي منطقة أخرى في المملكة، نظراً لبعد المحافظة وصعوبة الوصول إليها، وإضافة تكاليف النقل الباهضة على التكلفة الطبيعية للمشاريع في المناطق الأخرى.
أعباء ثقيلة
ويضيف الصيعري: الأعباء الملقاة على عاتق البلدية كثيرة جداً هنا وتقوم بمهام قطاعات حكومية أخرى ليست موجودة كالمياه والصرف الصحي والزراعة والمواصلات وغيرها.
الماء الكبريتي
الماء.. يعتبر أهم مشاكل بدو الصحراء بشكل عام وفي الخرخير على وجه الخصوص.. فصحراء الربع الخالي ليست كما يعتقد الكثيرون بأنها مجرد بحر من الرمال التي لا آخر لها.. ولكن يوجد بها بحيرات وآثار لأنهار قديمة وواحات حتى ان في المنطقة (د) في المثلث الحدودي بين السعودية واليمن وعمان توجد نافورة طبيعية يتدفق الماء منها من جوف الأرض وسط الرمال القاحلة بارتفاع 30 متراً للأعلى وهي ظاهرة فريدة من نوعها ولاشك. إلا ان مشكلة الماء في صحراء الربع الخالي أنه كبريتي لا يصلح للاستخدام الآدمي. وقد تكون الخرخير حالة خاصة حيث ان سبب سكن أهلها فيها من الأساس أن ماءها هو الأفضل والأكثر تدفقاً ومناسبة للاستخدام. رئيس البلدية يقول: لدينا خزان لتحلية المياه خاص لاستخدام الأهالي يقوم على تشغيله مقاول خاص بالمشروع، وهناك مشروع تبرع به رجل أعمال وساهم السكان في انشائه ونشرف نحن عليه وهو يعمل منذ 15 عاماً.
وأكد الصيعري ان البلدية تأخذ بين حين وآخر عينة من الماء وترسلها إلى المختبرات في نجران لتحليلها وعادة ما تعود لنا النتائج إيجابية وأنها صالحة للاستخدام.
رحلة العودة
أكملنا جولتنا برفقة رئيس البلدية في الخرخير لليوم الثاني على التوالي وعندما أوشكت الشمس أن تسكن في كهف الغروب قررنا الرحيل في طريق العودة إلى شرورة عبر الردمية.. وقد حكينا لكم حكاية رحلة العودة وكيف واجهنا الموت فيها مرتين في حلقة سابقة.