منذ شدا بها طلال مداح، رحمه الله، قبل أكثر من ثلث قرن، للشاعر الدكتور المهندس مصطفى بليلة، رحمه الله حيا أو ميتا، و«وطني الحبيب» لا تزال سيدة الأغاني الوطنية ولا تزال ترددها الألسن في كل مناسبة وطنية، أتذكر أغاني وطنية أخرى عدة لا أعلم لم اختفت من خارطة إذاعاتنا وقنواتنا التلفازية، مثل «جزيرتنا تنادي» و«شربة من زمزم» و«في ربوع المدينة»، وأظن جميعها للموسيقار الأستاذ غازي علي، أو حتى «خليجنا واحد». معظم أغانينا الوطنية تتحدث عن قادتنا ومنجزاتنا، وهذا شيء حسن لتذكير الأجيال، ليت يضاف له التغني بربوع الوطن مدنه وقراه وكل شبر فيه، وتاريخه الضارب في عمق الزمان وحاضره المشرق بعبق المكان.
بيد أن حب الوطن لا يتمثل في الأناشيد الوطنية والأهازيج الشعبية وحسب، وبالتأكيد ليس في المسيرات الصاخبة ورفع العلم، هو شيء أعمق من المظاهر وأكبر من الشعارات. بعيدا عن حديث الحقوق والواجبات، أسأل، بكل حسن ظن، هل فعلا لا نحب سواه؟ جميعنا يحب الوطن وجميعنا يتذكر أن حب الوطن من الإيمان، رغم تشكيك قلة عن يمينك في معنى الوطن وقيمة الوطنية ممن سيأخذونك إلى مجاهل تعريف الأمة وحدودها الممتدة، وعن الخلافة وكأننا نعيش عهد الصحابة، رضي الله عنهم، متناسين أن هذا الدين صالح لكل زمان ومكان وإن تبدلت الأسماء وتمحورت المفاهيم، وتشكيك قلة أخرى على يسارك في مفهوم الوطن واصمين محبيه بالوطنجية ويتهمونهم بالشوفينية. الوطن هو جموع من يعيش فيه ويقتات من خيره ويرضع حبه مع حليب أمه، الوطن هو جموع القبائل والعشائر والأسر، والوطنية هي أن نحبهم جميعا بكل تنوعاتهم. الوطنية مسؤولية وطريق مزدوج، حين يقوم المسؤول بواجباته في خدمة المواطن يعتبر وطنيا، وحين يقوم المواطن بواجباته تجاه وطنه يكون وطنيا.
هذه الفسيفساء التي تجمعنا هي سر تجمعنا، هذه التباينات بيننا تنصهر في بوتقة الوطن الواحد فتظهر ناصعة متماسكة كأنها قطعة صلب واحدة، هو اليقين أن القبيلة والعشيرة والأسرة، وسائر عناصر المجتمع ومكوناته، فكرا وثقافة ومذاهب وعادات وتقاليد ليست سوى هويات هامشية وانتماءات تحتية، تعلو عليها هوية الوطن الجامع الموحد (بكسر الحاء وفتحها) هو البذل في سبيله والذود عن حياضه، هو الدين المستحق ليد سلفت في دم كل حر، اليقين بكل هذا يجعلنا لا نحب سواه.
روحي وما ملكت يداي فداه
وطني الحبيب وهل أحب سواه
وطني الذي عشت تحت سمائه
وهو الذي قد عشت فوق ثراه
وطني وأنت موئل عزة
ومنار إشعاع أضاء سناه
بيد أن حب الوطن لا يتمثل في الأناشيد الوطنية والأهازيج الشعبية وحسب، وبالتأكيد ليس في المسيرات الصاخبة ورفع العلم، هو شيء أعمق من المظاهر وأكبر من الشعارات. بعيدا عن حديث الحقوق والواجبات، أسأل، بكل حسن ظن، هل فعلا لا نحب سواه؟ جميعنا يحب الوطن وجميعنا يتذكر أن حب الوطن من الإيمان، رغم تشكيك قلة عن يمينك في معنى الوطن وقيمة الوطنية ممن سيأخذونك إلى مجاهل تعريف الأمة وحدودها الممتدة، وعن الخلافة وكأننا نعيش عهد الصحابة، رضي الله عنهم، متناسين أن هذا الدين صالح لكل زمان ومكان وإن تبدلت الأسماء وتمحورت المفاهيم، وتشكيك قلة أخرى على يسارك في مفهوم الوطن واصمين محبيه بالوطنجية ويتهمونهم بالشوفينية. الوطن هو جموع من يعيش فيه ويقتات من خيره ويرضع حبه مع حليب أمه، الوطن هو جموع القبائل والعشائر والأسر، والوطنية هي أن نحبهم جميعا بكل تنوعاتهم. الوطنية مسؤولية وطريق مزدوج، حين يقوم المسؤول بواجباته في خدمة المواطن يعتبر وطنيا، وحين يقوم المواطن بواجباته تجاه وطنه يكون وطنيا.
هذه الفسيفساء التي تجمعنا هي سر تجمعنا، هذه التباينات بيننا تنصهر في بوتقة الوطن الواحد فتظهر ناصعة متماسكة كأنها قطعة صلب واحدة، هو اليقين أن القبيلة والعشيرة والأسرة، وسائر عناصر المجتمع ومكوناته، فكرا وثقافة ومذاهب وعادات وتقاليد ليست سوى هويات هامشية وانتماءات تحتية، تعلو عليها هوية الوطن الجامع الموحد (بكسر الحاء وفتحها) هو البذل في سبيله والذود عن حياضه، هو الدين المستحق ليد سلفت في دم كل حر، اليقين بكل هذا يجعلنا لا نحب سواه.
روحي وما ملكت يداي فداه
وطني الحبيب وهل أحب سواه
وطني الذي عشت تحت سمائه
وهو الذي قد عشت فوق ثراه
وطني وأنت موئل عزة
ومنار إشعاع أضاء سناه