استحيت من كثرة ما استدعيت بيت عمنا الكبير المتنبي: عيدٌ بأية حال عدت يا عيد، فمنذ وعيت وأنا أستدعي هذا البيت في أعيادنا حيث لا جديد أبدا والماضي يكرر ذاته، بل يكرر أسوأ ما فيه على أمة العرب والمسلمين. هذا العيد بالذات مثل ما سبقه من أعياد، في السنوات القليلة الماضية، يعود بسقوط وهوان أكبر لهذه الأمة التي ضيعت بوصلتها منذ قرون طويلة وباتت عبئا ثقيلا على نفسها وعلى غيرها من الأمم.
وليس ثمة أمل قريب بعيد الأمة المنتصرة الماسكة بزمام حاضرها ومستقبلها، بل إن ما هو قادم، مع كثير من التشاؤم، هو أفدح وأسوأ طالما بقي الخلاف قائما على من هو الأقرب إلى الله والأجدر بالجنة من غيره من أبناء الدين الواحد. وطالما أن (الهزائم) أصبحت إدمانا تتعاطاه الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية كل يوم ولا تتعلم من دروسه الشديدة الحضور والوضوح.
انشغلت هذه الأمة، التي تسمى عربية أو إسلامية، بمذاهبها وطائفياتها وخلافاتها فأصبحت ضحية وموئلا للأطماع، ومدارا للصراعات التي تأكل كل ساعة من كبد وجودها وقوة حضورها وكرامة أبنائها. وبينما تتصاعد وتيرة الدرس القاسي في هذا العيد لا يبدو أن هناك حكمة عربية أو إسلامية ستنتصر لهذا الوجود المهدد بالاضمحلال وعلى أكثر تقدير المهدد بمزيد من التراجع والهوان.
هي إذن أمة نزعت من نفسها، قبل أن يفعل الآخرون ذلك، أسباب منعتها وعزتها لحسابات قُطرية وإقليمية ضيقة. وليس بإمكانها، إلى حين، أن تعيش عيداً سعيداً لأن العيد السعيد يحدث للآمنين المطمئنين لحاضرهم ومستقبل أولادهم. وما دمنا بين شقي رحا التخلف الهائل والحروب العاتية فأنى للعيد أن يكون سعيدا أو مباركا.؟!

osaimin143@gmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 178 مسافة ثم الرسالة