وقع سكان حي الحذيفات في محافظة بحرة، ضحايا لتقسيم الإدارات الحكومية التي يراجعونها بين جدة والعاصمة المقدسة، ما أرهقهم وأنهكهم ماديا ونفسيا. وتسبب توزع الجهات التي تشرف على الحي بين المدينتين في تعطل كثير من المشاريع التنموية، فغابت عن الحي كثير من الخدمات.
واستغرب يوسف الحذيفي من أنهم يستطيعون إنجاز جميع معاملاتهم في محافظة جدة التي تقع غرب بحرة على بعد 30 كلم، ما عدا التعليم فإنهم يضطرون إلى التوجه إلى العاصمة المقدسة، لاستكمال إجراءاتهم فيه.
وشكا أحمد الهنيدي من أن وقوع حي الحذيفات حائرا بين جدة ومكة المكرمة، دفع كثيرا من الجهات الحكومية إلى التقاعس في تقديم الخدمات التنموية له، لافتا إلى أن آخر خدمة حرم منها أطفال الحي، حملة التطعيم في المدارس ضد شلل الأطفال، «لأن حينا يتبع تعليم العاصمة المقدسة، بينما تشرف الشؤون الصحية في جدة عليه»، فغاب التنسيق وكان الأبناء هم الضحايا.
ورأى سامي الحذيفي أن حيهم مجهول الهوية، فلا يدري إلى أي جهة يتبع، فهو يرتبط مع جدة في بعض الدوائر الحكومية، وفي التعليم مع العاصمة المقدسة، مشيرا إلى أن حيهم كأنه يعاني من فصام (شيزوفرينيا) خلال تعامله مع الجهات المختصة.
وطالب الحذيفي بسرعة تدارك الأمر وإنهاء معاناتهم، وضم جميع الدوائر الحكومية في «الحذيفات» لتصبح تابعة لجدة، لأنها الأقرب إليهم بديلا من العاصمة المقدسة، ملمحا إلى أن ذلك التقسيم حرم الحذيفات كثيرا من الخدمات التنموية الأساسية.
وانتقد ماجد الحذيفي أنهم يراجعون البلدية والصحة والجهات الأمنية وإدارة الأوقاف والمساجد والكهرباء في جدة، وفي حال أرادوا التعليم عليهم التوجه إلى العاصمة المقدسة، ما يدخلهم في حال من الإرباك.
وذكر الحذيفي أن فرحتهم بموافقة مدير عام التعليم بمنطقة مكة المكرمة بإنشاء مبنى للمرحلة الابتدائية وآخر للمتوسطة للبنات لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطالبات، لم تكتمل، بعد أن نقلت الدارسات في المتوسطة إلى مبنى مستأجر للابتدائية بنين، ما تسبب في كثير من المشاكل.
وناشد التعليم بافتتاح مبنى المتوسطة بنات وإنهاء المعاناة التي يعيشونها يوميا مع المفحطين أمام المدرسة، مشيرا إلى أن حيهم يعاني من نقص حاد في الخدمات التنموية من تعبيد الطرق المتهالكة التي أنهكت سياراتهم، وإنارة الحي الذي يخيم عليه الظلام بغروب الشمس، ما يوفر أجواء مناسبة لضعاف النفوس لممارسة تجاوزاتهم.
وشدد على ضرورة الاهتمام بالإصحاح البيئي في الحي، وإزالة المخلفات التي انتشرت في أروقته، وتحولت إلى بؤر للأوبئة والحشرات ومصدر للروائح الكريهة.