حي البياري احد الاحياء الشعبية الواقعة شمال المنطقة المركزية احتضن جزءا من الارث التاريخي المكي بكل ملامحه وطقوسه عرف منذ عقود كحلقة للاغنام والابقار وحتى الحمير اضافة الى انه كان ملتقى لاهل بادية مكة يمارسون فيه بيع الخضار والاعلاف التي تحمل من وادي فاطمة والريان وبني عمير وهدى الشام وعسفان ما حول البياري لسوق رائجة لاكثر من ثلاثين عاما.

عمدة الحي ناجي سعيد المولد الذي امضى احد عشر عاما في العمودية المح الى ان الحي اخذ اسمه من محطة وقود انشأها حسن البياري في اواخر السبعينات الهجرية كانت على مدخل الحي من جهة شارع العتيبية العام وازيلت في اواخر التسعينات الهجرية.
واشار المولد الى ان من اشهر رجالات الحي من قبيلة لحيان ومنهم حويمد بن برعوص وعبدالله بن معتق ومسلم بن فرج وعباد اللحياني اضافة الى سالم وعمر باطيب وبكر العامودي.
ومن المواقع التي كانت تميز الحي قهوة عبيد وعبدالله المطرفي التي اخذت شهرتها في مطعمها المتخصص في تقديم الاكلات الشعبية «التقاطيع والشربة» فكانت اشبه بفندق لابناء البادية يبثون فيها لمتابعة اعمالهم في حلقة البياري.
كما ان محطة وقود النويصر تعتبر من اقدم محطات الوقود في مكة المكرمة وبازان المياه في قلب حارة مسلم اللحياني اضافة الى سوق الحمير والابقار الذي كان يقع في حوش بن عبيد وانتهى العمل به منذ اكثر من نصف قرن، إذ كان البياري يكتظ بأسواق الاغنام والاعلاف والفحم التي تحاصرها كراسي وصناديق الحجامة وبيع الالبان والدجاج.
حي البياري لا يعرف البنايات الجديدة فنحو 95% من مبانيه قديمة يزيد عمرها عن 30 عاما الا بقية مواقع على واجهة كوبري الطريق الدائري تحولت لفنادق لاسكان الحجيج، امنيا يقول عمدة الحي المولد ان اغلب ما يعانيه البياري كثرة السرقات التي يبلغ متوسطها سبع سرقات شهريا وارجعها الى البطالة وكثرة العمالة الوافدة التي تبلغ نسبتها في الحي اكثر من 40% لا سيما من الجنسيات الآسيوية لكن المواطن حسن الحربي احد سكان الحي كان له رأي آخر فهو يقول ان سبب الاختلال الامني في البياري يعود لقلة الجولات للدوريات الامنية وانتشار المتخلفين في الحي.
وطالب الحربي الاهتمام بالحي وتكثيف التواجد الامني فيه.
ومن الذين يترددون على الحي حامد البلادي الذي لفت الى ان عمر الاسفلت في البياري يزيد عن عشرين عاما، تنفذ المشاريع وتبقر بطون الشوارع وتظل الطرقات مرقعة من الضفة الى الضفة.
وطالب سلطان اللحياني بإنشاء ميدان «دوار» تحت كوبري البياري لانهاء معاناة السكان في قطع الشوارع العامة والوقوف في اشارة البيبان.
ويرى اللحياني ان المساحات الواقعة اسفل الكوبري غير مستثمرة وتركت لاثارة الغبار والاتربة فقط.