ليس كل من يخلده التاريخ بطلاً! فكثير من الذين يعيشون في مجتمعنا ويقيمون بين ظهرانينا يسعون الى داء الصدارة وحب الظهور وذلك من خلال سعيهم المستميت بأية طريقة كانت للوصول الى الشهرة حتى تبقى ذكراهم خالدة في العالم الذي ينتمون اليه.. فانظر الى أي عالم تنتمي أنت!!
فالأسماء كثيرة التي حفظها التاريخ باعتباره آلة صماء يحفظ كل ما يلتصق بذاكرته ولا نعلم هل لعبت الصدفة دوراً كبيراً في بروز تلك الاسماء حتى وصلتنا أم هي حظوظ اصحابها التي تخطت رقاب السنين واخترقت نفق الزمان حتى وصلتنا فحفظناها كما صورها لنا التاريخ.
قمة الأمثلة على ان الشهرة ليست مقياس عظمة اصحابها ان امريكا ما سميت باسم مكتشفها كريستوفر كولومبوس ولكنها سميت باسم احد البحارة الذي ابحر اليها بعد اكتشافها بخمسة عشر عاماً ويدعى «اميركوفيسبوسيو» فهل فعلاً خلدت الصدفة اسم هذا البحار لتحمل دولة بحجم امريكا اسمه ام ان حظوظه كانت قوية فعلاً.
وأكبر دليل على ان الشهرة ليست مقياس عظمة اصحابها ذلك المثل الدارج بين الناس (وقف حمار الشيخ امام العقبة) فتجد ان التاريخ هنا مجّد الحمار وخلّد ذكراه ونسي اسم الشيخ المسكين ليعلمنا ان خلود الاسماء ليس دليلا على عظمة اصحابها.
فهل يستطيع احد ان يخبرنا ما اسمه؟ مسكين ذلك الشيخ لقد رحل مع من رحل ولم يقم له أحد عزاء كما اقام احد الكتاب عزاء في سرادق زاويته على رحيل صورته التي طالما بكى عليها لما تحمله له من حنين وشوق الى صباه فلو كانت صورته التي اقام لها العزاء حديثة العهد لما لطم عليها الخدود ولا شق الجيوب كما فعل آخر في زاويته المنفرجة حينما اقام عزاء على -خاله- فامتد ليومين متتاليين فبكى عليه بكاء شديداً!!
فيا من تبحثون عن البضاعة المزجاة وتزيدون في مساحة الخلف بيننا وبينكم خذوا ما تريدون من الشهرة او خذوها كلها ولكن ردوا علينا ديننا وخلائقنا.
نعرف ان هناك اشخاصاً يحبون الشهرة ويبحثون عنها فدخلوا في مصعدها فرحين وهو مغلق عليهم فأرادوا الارتقاء سريعاً ومع غفلتهم انقطع التيار.. فأين وصلوا يا ترى!!
مخلد مسفر العتيبي
فالأسماء كثيرة التي حفظها التاريخ باعتباره آلة صماء يحفظ كل ما يلتصق بذاكرته ولا نعلم هل لعبت الصدفة دوراً كبيراً في بروز تلك الاسماء حتى وصلتنا أم هي حظوظ اصحابها التي تخطت رقاب السنين واخترقت نفق الزمان حتى وصلتنا فحفظناها كما صورها لنا التاريخ.
قمة الأمثلة على ان الشهرة ليست مقياس عظمة اصحابها ان امريكا ما سميت باسم مكتشفها كريستوفر كولومبوس ولكنها سميت باسم احد البحارة الذي ابحر اليها بعد اكتشافها بخمسة عشر عاماً ويدعى «اميركوفيسبوسيو» فهل فعلاً خلدت الصدفة اسم هذا البحار لتحمل دولة بحجم امريكا اسمه ام ان حظوظه كانت قوية فعلاً.
وأكبر دليل على ان الشهرة ليست مقياس عظمة اصحابها ذلك المثل الدارج بين الناس (وقف حمار الشيخ امام العقبة) فتجد ان التاريخ هنا مجّد الحمار وخلّد ذكراه ونسي اسم الشيخ المسكين ليعلمنا ان خلود الاسماء ليس دليلا على عظمة اصحابها.
فهل يستطيع احد ان يخبرنا ما اسمه؟ مسكين ذلك الشيخ لقد رحل مع من رحل ولم يقم له أحد عزاء كما اقام احد الكتاب عزاء في سرادق زاويته على رحيل صورته التي طالما بكى عليها لما تحمله له من حنين وشوق الى صباه فلو كانت صورته التي اقام لها العزاء حديثة العهد لما لطم عليها الخدود ولا شق الجيوب كما فعل آخر في زاويته المنفرجة حينما اقام عزاء على -خاله- فامتد ليومين متتاليين فبكى عليه بكاء شديداً!!
فيا من تبحثون عن البضاعة المزجاة وتزيدون في مساحة الخلف بيننا وبينكم خذوا ما تريدون من الشهرة او خذوها كلها ولكن ردوا علينا ديننا وخلائقنا.
نعرف ان هناك اشخاصاً يحبون الشهرة ويبحثون عنها فدخلوا في مصعدها فرحين وهو مغلق عليهم فأرادوا الارتقاء سريعاً ومع غفلتهم انقطع التيار.. فأين وصلوا يا ترى!!
مخلد مسفر العتيبي