لابد أن نعترف أن وسائل التواصل الاجتماعي هي من أبواب نشر العدالة وكشف المستور ولها إيجابيات جمة تمنع الظلم. العالم يتغير بسرعة أكبر من قدرة المؤسسات والحكومات على الجاهزية لمواجهة تحدي وسائل التواصل الاجتماعي. وسأكون هنا محللا لقوة التغريدات في تويتر مثلا او الصور في انستغرام أو إنشاء المجموعات في الفيس بوك. البطولة بأن يصبح فجأة شخص مجهول وربما ليس باسم حقيقي بل باسم مستعار وربما غير متعلم ولا يمتلك أي مؤهلات سوى التغريد والكتابة وبجمل قصيرة فيصبح بطلا وبآلاف المتابعين. والأخطر هنا انه بعد تكوين التوجهات والمجموعات يستطيع ان يمحو جميع ما كتب ولا تستطيع إثبات ما كتب إلا بالتسجيل والحفظ للملف المكتوب. والذي قد يحدث ان يكتب شخص كلمات يعبر فيها عن ظلمه من مؤسسة كبرى وتبيع بالمليارات وهو كاذب أو أن يدعي مبدأ معينا او اتجاها سياسيا محددا ويجرف وراءه الآلاف. وارى الكثير ممن يحاول بل وحاول مرارا في وسائل التواصل أن يدخل في حوارات ليلفت الانتباه اليه ولم يفلح. واستمر هكذا لأيام. وحاول العديد من المغردين التجمع معه ولكن لم يفلحوا في تكوين ما يسمى بالموج او الاتجاهية او التجمع . ولكن بمجرد ان دخل مغرد آخر أراد ان يدخل على الخط ويغرد مع هذا الشخص ولكن بأسلوب جديد وهو أسلوب اللطم والظلم وانه ضحية. بمجرد أنه غرد بظلمه من مؤسسة كبرى وجد ان هذا الأسلوب قد وجد له مجموعة متجانسة عرفت من اسمه أنه يجب دعم قريبهم او صديقهم او من مدينتهم او ناديهم او مذهبهم فكونوا مجموعة صغيرة لا بأس بها. المجموعة الصغيرة الأولى فجأة لاحظت ان أسلوب هذا المستجد يمكن ان تبني قضية اهم وهي بدل الاتهام بالكذب والفبركة للمؤسسة الكبيرة ان تستعمل أسلوب الظلم والاضطهاد والقهر من المؤسسات الكبيرة للفرد. وهذه تجد تجاوبا اكبر. هذا الأسلوب كان أجدى على الرغم من انه مبني على ادعاءات كاذبة. وهنا تأتي خطورة التويتر في أنه اذا واجه المغرد أشخاص يهمهم سمعتهم مثل المؤسسات الديناصورية الكبيرة فهو ناجح لا محالة. لأنه بالتوازي تبدأ مجموعة اخرى في اتباع أسلوب الشتم والغوغائية والتكتل وهذه دوما تجلب الانتباه. وهذا يعجب الناس الغوغائيين للتسلية. وهنا لا بد من الحزم السريع وهذا مثل قوات التدخل السريع لدرء الفتن في مهدها ومنع تكون الاتجاهية السلبية المدمرة. وكما قلنا ان الاتجاهية هي trending باللغة الانجليزية. من أسوأ ما يمكن ان يحدث هنا هو دخول مثلا جمعيات ذات وزن على الخط مثل جمعية البيئة أو حماية المستهلك او حقوق الإنسان. وهي سلاح ذو حدين. المخيف هنا اشتباك هذه الاتجاهات مع الرغبة من مسؤول بالقرارات الشعبوية. وهذا حدث في أمريكا قبل التويتر بعقود في قضايا رالف نادر المشهور مع جنرال موتورز. بينما حاليا لو غردت بأن السيارة المعينة فيها خلل تقني ووجد شخص مغرض وربما يكون منافسا ويبيع سيارة منافسة ادعى ملكيته لسيارة مماثلة ولو باسم مستعار وحقائق مغرضة وتواجد شخص آخر حاقد على هذه الوكالة للسيارات وقال انها تبيع سيارات بها عيوب بدون إثبات للادعاء. وتجمع خمسة آلاف شخص معظمهم بأجندة مغرضة ليس لها علاقة بالواقع. في هذه اللحظة التي يصرح مسؤول بأنه سيمنع بيع هذا النوع من السيارات أعطى هؤلاء رخصة للعبث ليس في هذا الموضوع فقط ولكن بكل شيء يختاره الفرد. وهنالك طعم حلو وإدماني لهذه التجربة متى ماذاق الفرد طعم البطولة ووجود من يهتم به وبعدها لن يتوقف عند موضوع معين. بل سيعقبه بأي موضوع جديد ليعود الى الواجهة والمسرح الهزلي . إذن الخلاصة هي وجود جهاز معين يتابع المواضيع المنتجة لتتابع واتجاهية متصاعدة لمواضيع قد تشكل خطرا على أمن المجتمع. ومنع انتشارها كالنار في الهشيم. كل شيء له منافع ومضار وخاصة إن زاد عن الجرعة المناسبة.
mohammed.abudawood@yahoo.com
mohammed.abudawood@yahoo.com