دعتني ام بي سي للمشاركة في برنامج تلفزيوني بالتعاون مع صندوق الموارد البشرية ووزارة العمل السعودية وشركات من القطاع الخاص تربو على 13 شركة لإنجاز برنامج عن توظيف العمالة الوطنية. وهذا كان تجربة مميزة بالنسبة لي لان هذا الهدف يعد الاسمى في مساعدة الشباب السعودي على العمل. لكن الأهم هو ان من خلال هذه التجربة تعلمت الكثير وأكثر مما توقعت. ان موضوع التوظيف شامل لكافة فئات المجتمع وليس فقط ما يظنه البعض بان هذه مسؤولية الدولة ممثلة في وزارة العمل. وثانيا ان أهم عنصر هو الفرد نفسه سواء شابا او شابة في سن العمل. وهذا العنصر البشري يبدأ تكوينه العملي في المنزل وأساسه التربية والعادات التى يطبقها في أسلوب حياته. والمفاهيم لمعنى العمل. فالكيفية التى نعلمه بها عن تعامله مع المربية مثلا ترسخ في ذهنه. فان كانت من مفهوم الامر الناهي والسيد المتسلط فبالله كيف يستطيع هذا الانسان تقبل الأوامر في العمل. وهذه واجهتها في مواجهات كثيرة عانينا الامرين من فرد أقنعته أمه ووالده وعائلته انه متميز وانه مهم ويفعل ما يشاء. وخرج للعالم العملي والعام وأصبح فضيحة لعائلته بتسلطه وتطاوله على كل مسئول. هو مقتنع انه ذكي ومحبوب وهو في الواقع مشكلة مجتمعية لم يستطع ان يحلها احد حتى كبر سنه. وتخريبه لعلاقاته وعائلته مع المجتمع وكرهته النساء وتسبب بجنونه في وفاة زوجته لكمية الضغط المستمر والتوتر في حياتها. فالتربية هي الأساس. والعنصر الثاني المهم جدا هو التعامل مع المجتمع بكل فئاته وكيفية التواصل معه. وتقديمهم لمجالس الرجال او السيدات التى يسمح فيها لصغار السن بالتفاعل معهم مهمة. وهذه الجزئية افتقدت في المجتمع الان ونتائجها وخيمة لعدم قدرة الشباب على التعبير عن أنفسهم بطلاقة. والعنصر الثالث هو التعليم وانا استغرب من بعض مخرجات التعليم السيئة جدا لدينا حتى لخريجي جامعات. فهم لم يعطوا من المنطق الا القليل. وقدرات التحليل والربط بين الأشياء الا القلة. طبعا نستثني الجامعات المتطورة مثل جامعة البترول او الحكمة وعفت للبنات وكليات الهندسة والطب والعلوم والمعاهد الفنية وكليات التقنية. وحتى لا اظلم احدا هذا ليس الا بالحكم من خلال المخرجات التى شاهدتها. وهنا لا بد من مراجعة شاملة لكل نظام التعليم والبحث عن الاستعمال الأمثل للموارد. العنصر الاخر في منظومة مدخلات سوق العمل هي المهارات التى يتحصل عليها الشباب. وهذه تأخذني الى منحى النشاطات التى يقضون عمرا من الزمن في أشياء لا يكون لها اي مردود ذهني او بدني إيجابي عليهم. ولهذا من صدف البرنامج ولضيق الوقت كان من ضمن البرنامج وضع الشباب والشابات في بيئة متوترة ومنهكة نسبيا. والعمل في التصوير والقيام بالمهام لساعات طويلة تبدأ من السابعة صباحا وتمتد الى السابعة مساء.