هناك رجل له مكانته الاجتماعية، ومن الصعب أن اذكر اسمه، ولكن قريحته العبقرية تفتقت عن أسلوب أو طريقة لم يسبقه فيها أحد، في كيفية استقبال من يريد في منزله، وصد من لا يريد – وذلك بطريقة مؤدبة لا تخلو من الكذب أو الخداع –
(فبشته أو مشلحه) معلق دائما أمام باب (الخروج والدخول)، فإذا صادف وأن جاءه زائر فجأة وهو لا يريد مجالسته، فسرعان ما يستقبله وهو مرتديا (مشلحه) متعللا أن لديه موعدا مستعجلا أمام مسؤول مهم في دائرة حكومية، أو قضائية، أو تجارية، فيجلس معه دقيقة أو دقيقتين كمجاملة، ودائما ما يعتذر الزائر ويخرج.
أما إذا كان الزائر شخصا مرحبا به ومقبولا، فسوف يستقبله مرددا: إيه المفاجأة السارة، كم أنا سعيد الحظ أن أرجع في الوقت المناسب لكي أراك، ثم يرمي بالمشلح على أقرب كرسي قائلا له: أيش تحب تشرب، قهوة، شاهي، عصير، وإلا (كركديه) أحسن لك ؟!
وصادف أن مررت بموقف مع ذلك الرجل لا بد وأن أحكيه، وذلك عندما ذهبت إلى زيارته في منزله الساعة العاشرة صباحا، استقبلني عامله المنزلي واقفا في الفناء لبضع دقائق، ثم عاد قائلا لي: تفضل، وما أن فتح الباب حتى تفاجأت بالرجل يستقبلني بابتسامة عريضة ومرتديا مشلحه المقصب كالعادة، وحكى لي (أسطوانته) المكررة: أنه تأخر عن موعده المهم ولا بد وأن يخرج حالا، فاعتذرت له ونكست على أعقابي مسرعا بالخروج.
ولكن حيث إنني بطبيعتي شكاك، وأشك كذلك حتى بنفسي، فلم أهضم تماما هذه التمثيلية، لأنني شاهدت الرجل وقد كان يلبس بقدميه (شبشب) الحمام الأحمر، وكان من العجلة سهى عليه أن يلبس الجزمة، وهذا هو ما جعل (الفأر يلعب بعبي).
لهذا ابتعدت بسيارتي عن منزله أكثر من مائة متر، وفي ركن شارع جانبي أخذت أتلصص وأراقب مركزا نظري على باب الخروج، ومرت خمس ثم عشر دقائق ثم ربع ساعة، ولم يخرج بسيارته، فتأكدت يقينا أن الرجل قد صرفني لأنه لم يكن يطيق رائحتي ولا الأرض التي أمشي عليها، فعزت علي نفسي لأنني اعتبرت ما فعله معي طردة وإهانة.
فتحركت شياطيني، وما كان مني إلا أن اتصل على جواله، فرد علي وما أن عرفني من صوتي حتى قال لي: أسمع أنا باجتماع في الغرفة التجارية، وقبل أن أرد عليه بكلمة أغلق الخط بوجهي، وكانت هذه هي الإهانة الثانية التي تجرعتها وكأني أتجرع السم.
وأخذت انطحن من شدة الغيظ وأنا داخل سيارتي، وفكرت أن أعود مرة أخرى إلى منزله وأواجهه بكذبه، ولكنني عندما حكمت عقلي خزيت الشيطان، خصوصا أنه قد لا يتورع بتلبيسي تهمة أنا بريء منها.
عموما سواء كانت تلك التصرفات الشاذة لذلك الرجل هي محقة أو غير محقة، فالأفضل لمن أراد زيارة أي أحد في منزله، أن يكون بين الاثنين موعد مسبق، فالحكاية ما هي خبط لزق أو خذني جيتك.
وذلك على الأقل من أجل حفظ ماء الوجه،.....افهموا (يا بقم).
(فبشته أو مشلحه) معلق دائما أمام باب (الخروج والدخول)، فإذا صادف وأن جاءه زائر فجأة وهو لا يريد مجالسته، فسرعان ما يستقبله وهو مرتديا (مشلحه) متعللا أن لديه موعدا مستعجلا أمام مسؤول مهم في دائرة حكومية، أو قضائية، أو تجارية، فيجلس معه دقيقة أو دقيقتين كمجاملة، ودائما ما يعتذر الزائر ويخرج.
أما إذا كان الزائر شخصا مرحبا به ومقبولا، فسوف يستقبله مرددا: إيه المفاجأة السارة، كم أنا سعيد الحظ أن أرجع في الوقت المناسب لكي أراك، ثم يرمي بالمشلح على أقرب كرسي قائلا له: أيش تحب تشرب، قهوة، شاهي، عصير، وإلا (كركديه) أحسن لك ؟!
وصادف أن مررت بموقف مع ذلك الرجل لا بد وأن أحكيه، وذلك عندما ذهبت إلى زيارته في منزله الساعة العاشرة صباحا، استقبلني عامله المنزلي واقفا في الفناء لبضع دقائق، ثم عاد قائلا لي: تفضل، وما أن فتح الباب حتى تفاجأت بالرجل يستقبلني بابتسامة عريضة ومرتديا مشلحه المقصب كالعادة، وحكى لي (أسطوانته) المكررة: أنه تأخر عن موعده المهم ولا بد وأن يخرج حالا، فاعتذرت له ونكست على أعقابي مسرعا بالخروج.
ولكن حيث إنني بطبيعتي شكاك، وأشك كذلك حتى بنفسي، فلم أهضم تماما هذه التمثيلية، لأنني شاهدت الرجل وقد كان يلبس بقدميه (شبشب) الحمام الأحمر، وكان من العجلة سهى عليه أن يلبس الجزمة، وهذا هو ما جعل (الفأر يلعب بعبي).
لهذا ابتعدت بسيارتي عن منزله أكثر من مائة متر، وفي ركن شارع جانبي أخذت أتلصص وأراقب مركزا نظري على باب الخروج، ومرت خمس ثم عشر دقائق ثم ربع ساعة، ولم يخرج بسيارته، فتأكدت يقينا أن الرجل قد صرفني لأنه لم يكن يطيق رائحتي ولا الأرض التي أمشي عليها، فعزت علي نفسي لأنني اعتبرت ما فعله معي طردة وإهانة.
فتحركت شياطيني، وما كان مني إلا أن اتصل على جواله، فرد علي وما أن عرفني من صوتي حتى قال لي: أسمع أنا باجتماع في الغرفة التجارية، وقبل أن أرد عليه بكلمة أغلق الخط بوجهي، وكانت هذه هي الإهانة الثانية التي تجرعتها وكأني أتجرع السم.
وأخذت انطحن من شدة الغيظ وأنا داخل سيارتي، وفكرت أن أعود مرة أخرى إلى منزله وأواجهه بكذبه، ولكنني عندما حكمت عقلي خزيت الشيطان، خصوصا أنه قد لا يتورع بتلبيسي تهمة أنا بريء منها.
عموما سواء كانت تلك التصرفات الشاذة لذلك الرجل هي محقة أو غير محقة، فالأفضل لمن أراد زيارة أي أحد في منزله، أن يكون بين الاثنين موعد مسبق، فالحكاية ما هي خبط لزق أو خذني جيتك.
وذلك على الأقل من أجل حفظ ماء الوجه،.....افهموا (يا بقم).