-A +A
عبدالهادي الرزقي (الطائف) Okaz-online@
تستنفر المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني كل طاقاتها لبناء شراكات إستراتيجية محلية وعالمية لرفد سوق العمل بالشبان والفتيات من ذوي المهارات، عبر حراك فاعل مع القطاعات المختلفة، آخرها تعاون المؤسسة مع أرامكو السعودية وشركة الكهرباء والمؤسسة العامة لتحلية المياه، وهيئة تطوير الرياض، والموانئ البحرية وهيئة الطيران المدني وهواوي وغيرها.

هذا ما أكده محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور أحمد بن فهد الفهيد في حواره مع «عكاظ»، مؤكدا أن المؤسسة مكنت أكثر من 8000 ريادي من العمل خلال الفترة القليلة الماضية، بمجموع مشاريع 902 مشروع للرجال، و423 مشروعاً للنساء، فيما بلغ عدد المستفيدين من دورات رواد الأعمال ونشر ثقافة العمل الحر 14806 شباب وشابات.. فإلى الحوار:


• ما أبرز الشراكات التي نفذتها المؤسسة مع قطاعات الأعمال، وكيف تنظرون إليها ؟

•• تعمل المؤسسة على تحقيق مشاركة فاعلة للشباب السعودي في اقتصاد المملكة، عبر الشراكات الإستراتيجية مع القطاعات الخاصة والحكومية. وقد أنشئ المركز الوطني للشراكات الإستراتيجية بالمؤسسة، لتنظيم هذه الشراكات، لتلبية احتياجات سوق العمل بالموارد البشرية المؤهلة في المجالات التقنية والمهنية. كما تمكنت المؤسسة من تشغيل 25 معهدا (كلية) للتدريب المتخصص مع كبرى الشركات مثل أرامكو وسابك ومعادن وسار والمراعي والوطنية وأكوا بور والشركة السعودية للكهرباء يتم فيها تقديم برامج تدريبية منتهية بالتوظيف، إضافة إلى تأسيس مركز التوجيه المهني والتنسيق الوظيفي لمساعدة الخريج في الحصول على عمل مناسب، تمّ من خلاله تشغيل 121 مركزاً للتنسيق الوظيفي في الكليات والمعاهد التابعة للمؤسسة، وهذه المراكز أقامت 119 معرضا ولقاء توظيف خلال العام الماضي. وهنا أؤكد أن برامج المؤسسة أسهمت بشكل كبير في زيادة إلحاق الخريجين بفرص عمل مناسبة في القطاع الخاص على وجه الخصوص.

• كيف تقيمون مخرجاتكم مع متطلبات سوق العمل ؟

•• بلغت نسبة الخريجين الموظفين في القطاع الخاص نحو 64.4% من إجمالي عدد الخريجين خلال السنوات الماضية، بينما التحق باقي الخريجين بالقطاعات العسكرية أو المدنية، أو أكملوا تعليمهم، أو عملوا في ريادة الأعمال. ونهدف إلى استمرار رفع هذه النسبة، عبر اعتماد عدة معايير لضمان جودة التدريب، إذ أطلقت المؤسسة عدة مبادرات للمساهمة في توظيف الخريجين، منها موقع «تقني» الذي يعد قناة إلكترونية تربط الخريجين مع الشركات الراغبة في استقطابهم، ويقدم خدمات تنسيق المقابلات الوظيفية بين الخريجين وقطاع الأعمال بالمملكة مجاناً. وكلنا ثقة بقدرة شبابنا على خوض غمار العمل، بمجرد حصولهم على التدريب والتأهيل اللازم.

• وكيف تساهم المؤسسة في تدريب الفتيات السعوديات، مع ارتفاع نسبة البطالة بينهن مقارنة بالذكور؟

•• تؤمن المؤسسة بدورها في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، ومن ضمنها رفع نسبة مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل، لذا تحرص على فتح المجال لتدريب المرأة بكافة المجالات التقنية والمهنية للمساهمة في بناء وتطوير المجتمع. وقد شهد قطاع التدريب التقني للبنات تقدما ملحوظا بالتوسع بافتتاح الكليات التقنية للبنات في مناطق المملكة لتستوعب خريجات الثانوية العامة، إذ بلغ عدد كليات التقنية القائمة بالفعل 19 كلية، إضافة إلى افتتاح 4 كليات، مع بداية الفصل التدريبي الحالي 1438-1439هـ، بمكة المكرمة، ومحايل عسير، وبيشة والزلفي، إضافة إلى 18 كلية تقنية عالمية للبنات. ورافق ذلك افتتاح 8 تخصصات، سترتفع إلى 13 تخصصا في 1439هـ. كما أطلقت المؤسسة أخيرا مبادرة التدريب المجتمعي «أتقن» للبنين والبنات؛ قدمت عبرها دورات قصيرة لمن تصل أعمارهم إلى 15 عاما فأكثر، لإكسابهم المعرفة والمهارات، كما نعكف على التوسع في إنشاء شراكات تدريبية لقطاع البنات أسوة بالبنين.

• ماذا قدمت المؤسسة للشباب في مجال ريادة الأعمال ؟

•• تحرص المؤسسة على تحفيز خريجي وخريجات البرامج التدريبية لممارسة العمل الحر، ليصبحوا من أصحاب المشاريع، ويساهموا في توظيف غيرهم من السعوديين والسعوديات، ما يحقق الاستفادة القصوى من طاقات أبناء الوطن، عبر محاضرات وورش عمل والمشاركة في فعاليات معهد ريادة الأعمال الوطني وفروعه الـ29، وتقديم منظومة متكاملة من الخدمات التي تهتم بالريادي، لتحديد فكرة مشروعه ومساعدته في إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية، وتزويده بالمهارات اللازمة لتأسيس المشاريع الصغيرة وتشغيلها وتسهيل الحصول على قروض ميسرة من جهات التمويل ورعايته بعد الافتتاح لمدة سنة من عمر المشروع. وقد مكنت المؤسسة أكثر من 8000 ريادي خلال الفترة الماضية وفي العام الماضي فقط، مكنت نحو 1325 شاباً وفتاة من تشغيل مشاريعهم الريادية، إذ بلغ عدد المشاريع الرجالية 902 مشروع، و423 مشروعاً خاصاً بالنساء، فيما بلغ عدد المستفيدين من دورات رواد الأعمال ونشر ثقافة العمل الحر 14806، منهم 10209 رجال و4597 نساء.

• وكيف تخطط المؤسسة لتأهيل الكوادر الوطنية بقطاعات كبيرة كالطيران والغاز والبحرية ؟

•• أطلقت المؤسسة أخيرا 6 أكاديميات في تخصصات الطيران والغاز والبحرية والنقل العام والضيافة وتقنية المعلومات، لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمملكة من القوى العاملة الوطنية الماهرة في التخصصات التي يطلبها سوق العمل، وتوفر فرصا وظيفية مناسبة للخريجين، لمواءمة أهداف المملكة 2030 التي طرحت العديد من الإستراتيجيات والمشاريع للاستفادة من قدرات الشباب السعودي. ويتم تشغيل هذه الأكاديميات عبر شركة كليات التميز التابعة للمؤسسة وبشراكة مع القطاع الحكومي والخاص كشركة أرامكو السعودية وشركة الكهرباء والمؤسسة العامة لتحلية المياه، وهيئة تطوير الرياض، والموانئ البحرية وشركات كبرى وشهيرة في القطاع الخاص وبدعم من صندوق تنمية الموارد البشرية، والطاقة الاستيعابية لكل كلية تراوح بين 2000 و 7500 طالب.