-A +A
خالد السليمان
جاء حكم محكمة مكة المكرمة ببراءة جميع الأطراف المتهمة في قضية رافعة الحرم، التي ذهب ضحيتها أكثر من مائة قتيل، بعد أن قيدت المسؤولية بالرياح مع عدم وجود أي أدلة على مخالفة قواعد وإجراءات السلامة، كذلك قررت المحكمة عدم صرف أي دية للمتوفين على أساس أن الحادثة لم تكن بفعل بشري معلوم أو مجهول!

في الحقيقة هذا الحكم يضعنا أمام قضية أخرى ضحاياها مئات الموظفين الذين فقدوا أعمالهم بسبب الإجراءات التي أعقبت حادثة الرافعة، حيث تم وقف وتجميد أعمال ونشاطات جميع الأطراف المتصلة بالرافعة !


سنتان كاملتان فقد فيهما موظفون أعمالهم، وتعثر صرف مستحقاتهم وتأخر قبض رواتبهم، وعانوا فيها مع أسرهم من شظف العيش وقسوة الحاجة وضيق الحال، ثم يصدر الحكم ببراءة أرباب أعمالهم وإدانة الريح التي ليس عليها أن تعوض أحدا من الأموات ولا الأحياء !

هل كنا عاطفيين ومندفعين في التعاطي مع الحادثة وما صاحبها من صدمات نفسية وعاطفية وإعلامية، فإذا كان الجمهور والإعلام طار في عجة الريح، فماذا عن الجهات الرسمية التي يجب أن تحكم الاحترافية عملها، بعيدا عن المؤثرات العاطفية والتأثيرات الإعلامية ؟!

ما جرى يعطي جميع الأطراف دروسا ثمينة في التعاطي مع الحوادث، وأهمية التروي في معالجتها حتى لا يزداد عدد ضحاياها !

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com