الدكتور هدير مصطفى مير
الدكتور هدير مصطفى مير
-A +A
«عكاظ» (جدة)

أكد لـ«عكاظ» استشاري علاج الأورام بالأشعة الدكتور هدير مصطفى مير، أن وجود عامل الوراثة داخل العائلة من الدرجة الأولى لا يعني حتمية الإصابة بسرطان الثدي، إذ إن وجود هذا العامل يعني إمكانية وزيادة فرص التعرض للمرض -لا سمح الله- وليس التأكيد على ضرورة الإصابة لدى جميع نساء العائلة.

وبين أن أسباب مرض سرطان الثدي غير معروفة ومفهومة تمامًا، حيث إن هناك مجموعة من العوامل المترابطة، ومنها العامل الوراثي، والعامل الهرموني، والعوامل البيئية، والبيولوجيا الاجتماعية، وفيزيولوجيا الأعضاء، يمكن أن تؤثر في تطوره، فما يتعلق بالاستعداد الوراثي فإن وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي في الأقارب من الدرجة الأولى (الأم، الأخت، البنت) يزيد من خطر الإصابة به، والخطر يعتمد في ما إذا كان السرطان ثنائياً في الثديين، وحدث في فترة ما قبل الطمث أو انقطاعه؛ إذ إن خطر الإصابة يصل إلى ثلاثة أضعاف أولئك الذين لا يوجد لديهم تاريخ عائلي، ونسبة احتمال وجود عامل وراثي تتراوح بين 5 - 10% من حالات سرطان الثدي، ويزداد احتمال وجود هذا العامل بوجود العديد من الأقارب المصابين، وبحدوث السرطان بعمر أصغر. وهناك نوعان من الجينات تشكل سبب معظم حالات سرطان الثدي الوراثية.

ولفت إلى أن وجود العامل الوراثي أو عدم وجوده في سرطان الثدي يضاعف من مسؤولية إجراء الفحوصات التي يجب أن تحرص الشابات والسيدات المتزوجات على إجرائها بشكل دوري، وتتضمن الاختبارات والإجراءات المستخدمة لتشخيص سرطان الثدي فحص الثدي الذاتي، إذ يتم شرح الشابات على طريقة إجراء هذا الفحص من قبل الطبيبات، وهناك فحص الثدي الإكلينيكي من قبل الطبيبة لكلا الثديين والعقد اللمفاوية أسفل الإبط لتحري وجود أي تكتّلات أو أي أمور أخرى غير طبيعية، بجانب فحص الماموجرام بعد سن الأربعين، وهو فحص مطلوب إجراؤه كل عام أو سنتين لضمان السلامة الصحية أو عدم وجود أي تغيرات تستوجب التدخل العلاجي فورًا، فكل هذه الفحوصات تعتبر مهمة وضرورية لكونها تمثل أهم خطوات الكشف المبكر.

ويؤكد الدكتور مير أنه على الرغم من أن سرطان الثدي لا يمكن تجنبه، ولكن مخاطر الإصابة به يمكن تقليلها من خلال أنشطة وقائية محددة، والتي تشمل إحداث التغيرات في نمط الحياة، والنظام الغذائي، وممارسة النشاط البدني، وتجنب السمنة، إلى جانب الكشف المبكر الذي يعد أهم مجالات أنشطة الحماية وأكثرها فائدة، فقد ارتبط تشخيص سرطان الثدي في مراحله المبكرة بشكل إيجابي بانخفاض في معدل الدخول في مرحلة المضاعفات.