نجيب محفوظ في قهوة الفيشاوي
نجيب محفوظ في قهوة الفيشاوي
-A +A
طالب بن محفوظ (جدة) talib_mahfooz@
وسط قاهرة المعز الفاطمية

«زقاق» نحيل معتم مسرّج الفوانيس


في عمقه مكان تليد منذ زمن عتيد

تحيطه مبانٍ ضيقة تخطف الأنظار..

ذلك «الزمكان»

احتفى بمقعد «النجيب» فعبر منه «الأديب»

ذلك الزقاق «خان الخليلي»

وذلك المكان «مقهى الفيشاوي»

وذلك العميد «نجيب محفوظ»..

كاتب سار على جنبات «الزقاق»

واستظل بأركان «المكان»

ولم يتنازل عن لقب «العميد»..

مقهى تأسس منذ قرنين وربع من الزمان

مقرٌ لمجالس الأديب في عقود ثلاثة

استمد شهرته عالمياً من روايات صاحب «نوبل»

حيز مؤثر لكتابات دخلت أعماق «الحارة»

وعالمها الخفي وشخصياتها البسيطة..

إبداعات أدبية فريدة عبَّرت عن واقع المجتمع المصري

بروايات «أولاد حارتنا» و«الثلاثية» و«زقاق المدق»

اقتنص من عمقها «عاشور الناجي»

الذي شكَّل محور رائعته السردية «الحرافيش»

قصص انتقلت بالقارئ من الواقع المادي المحسوس

إلى الغور في عمق الحارة الشعبية..

جدران المقهى وكراسيه وديكوراته

شاهدة على مسودات روايات

أديب تربع عرش الكتابة الروائية العربية

وخطف أرفع الجوائز الكونية «نوبل للآداب»..

الزقاق «خان الخليلي» والمقهى «الفيشاوي»

ما زالا يعجان بزخم الحياة المصرية القديمة المتجددة

مظاهر تؤجج الرغبة في الكتابة السردية

والإبداع القصصي الروائي..

تلك الحياة لقيت في «عميد الأدب العربي»

عيناً ثاقبة وعبقرية أدبية

فتنافست دور النشر على طبعها

وسارع رجل الشارع والمثقف والأكاديمي لقراءتها

وكتابة الأبحاث والدراسات حولها.