عودة الجدل حول إنتقال كورونا من الأسطح الصلبة.
عودة الجدل حول إنتقال كورونا من الأسطح الصلبة.
-A +A
«عكاظ» (النشر الإلكتروني)

رغم أن التعقيم المستمر للأسطح والمواد أصبح أمرا أساسيا وسط جائحة فايروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، إلا أن الدراسات لم تثبت حتى الآن انتقال الفايروس من الأسطح الصلبة. بحسب موقع «سكاي نيوز» وفقا لما نقله عن منظمة الصحة العالمية قولها قبل أيام أنه حتى الآن لم ترد «تقارير محددة» عن انتقال فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض (كوفيد - 19)من الأسطح الملوثة، على الرغم من أن الأبحاث تظهر باستمرار أن الفيروس يمكن أن يعيش عليها لعدة ساعات أو أيام.

وأشار عدد كبير من الخبراء إلى أن التركيز على انتقال الفايروس عبر الأسطح الملوثة، أمر «مبالغ فيه»، وفقا لموقع «سي بي سي» الكندي. ومن بين الخبراء إيمانويل غولدمان، أستاذ علم الأحياء الدقيقة في كلية الطب بجامعة نيوجيرسي بجامعة روتغرز، في مقال نشر في مجلة لانسيت في وقت سابق من هذا الأسبوع فإن خطر الإصابة بكورونا عبر الأسطح الملوثة «أمر مبالغ فيه». وقال غولدمان: «مخاطر الإصابة بالفيروس من الأسطح الصلبة ليست مخاطر كبيرة، ولا تعتبر خطرا يستحق التعمق».

وأشار غولدمان إلى إن الأدلة على العدوى من الأسطح استندت إلى تجارب معملية كانت غير واقعية عند مقارنتها بمواقف الحياة الحقيقية، واستخدمت كميات كبيرة جدا من الفيروس لاختبار ما إذا كان بإمكانها البقاء على قيد الحياة لفترات طويلة من الزمن.

وقالت خبيرة نقل الفيروسات في جامعة فرجينيا تيك، ليندسي مار، التي درست طبيعة الفيروس على الأسطح، «في حين أنه من المحتمل أن يصاب الناس من الأسطح، إلا أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان ذلك يحدث بالفعل».

وأضافت: «أعتقد أن التفكير تغير»، مضيفة أن خطر انتقال العدوى من الأسطح الملوثة أقل مما كان عليه في وقت سابق، عندما لم تكن خصائص الفيروس معروفة.

وأشارت مار إلى أنه من أجل الإصابة بكورونا من على سطح ما، يجب على الشخص نقله إلى أصابعه حيث يحتاج إلى البقاء لفترة طويلة بما فيه الكفاية لدخول الجسم عن طريق لمس العين أو الأنف أو الفم.

واستطردت: «نحن نعلم أن الفيروس يمكن أن يعيش على الأسطح، ثم السؤال هو، هل يستطيع الناس التقاطه ونقله إلى الجهاز التنفسي؟.. يجب أن يكون لديك الكثير من الفايروسات هناك لتسبب الالتهابات».

ومن ناحيته، قال يوجين شودنوفسكي، أستاذ الفيزياء في جامعة سيتي في نيويورك، الذي ركزت أبحاثه على انتشار الفيروس، إن خطر العدوى من سطح مثل مقبض الباب، يعتمد حقا على الظروف التي تعرض لها. وأورد شودنوفسكي: «إذا لم يلمس مقبض الباب سوى عدد قليل من الأشخاص في غضون ساعة، فمن غير المحتمل أن ينتقل لهم الفيروس من المقبض».

وأضاف: «لكن إذا كان هذا الباب يتم فتحه كل بضع ثوانٍ لفترة طويلة من الوقت، وكان هناك عدد كبير من الأشخاص المصابين يلمسونه لمدة ساعات، فيمكن أن يتراكم عليه قدر كبير من الفايروس».

ورغم عدم وجود أدلة ملموسة على انتقال الفايروس من السطح، لا تزال منظمة الصحة العالمية تعتبر الأسطح الملوثة «طريقة انتقال محتملة» لفايروس كوفيد-19 المتفشي في العالم.