-A +A
خالد الحربي okhaledo@
فرض «الذكاء الاصطناعي» نفسه بكل تفرد واحترافية على جوانب الحياة اليومية، متشاركاً معنا في مهامنا العملية واحتياجاتنا، وكل ما له علاقة بكلمة تواصل، خدمة وغيرها الكثير، واتسعت دائرة الحديث حوله وعن دوره وخدماته ومجالاته، واستحوذت فئة الشباب في المملكة العربية السعودية على النصيب الأكبر من هذه النقاشات، وتقديم التجارب العملية، ليصبح في طرفة عين واقعاً نعيشه، بل ويحقق نتائج مثمرة ومفيدة في العديد من هذه التجارب لم يكن يتوقعها الكثير ممن راهنوا على تواضع النتائج وعدم تحقيق مكتسبات جديدة من ورائه. ورش العمل تبرهن مدى جدواها في عالمنا وحياتنا اليومية، وفي مقدمتها تنظيمات الهاكاثون - مثل «السعودية تبرمج» و«هاكاثون الحج» - التي حظيت بتنافس غير مسبوق من الجهات الحكومية لمشاركة منسوبيها، إضافة إلى أصحاب الهوايات التقنية والمبدعين في هذا المجال، للاستفادة من الفرص المتاحة، وبناء الخطط وتطوير الأداء وفق هذه المرحلة ومتطلباتها.

هذا الشغف التقني لدى الشباب والشابات كان لا بد له من قراءة عميقة للمشهد وتحليله واتخاذ ما يبلور هذا الشغف إلى واقع نعيشه، وتسخير كل الإمكانيات والموارد لهذه الفئة والاستفادة منها في تحقيق تطلعات الوطن والاعتماد على طموح شبابه وعقولهم.


وجاءت رؤية 2030 مقتنصة الفرصة وفي الوقت المناسب لتفتح الآفاق لهؤلاء الشغوفين وتعزز المخرجات الصناعية التقنية، فتسابقت المؤسسات والجهات الإبداعية التي تعنى بهذا المجال مثل «أكاديمية مسك» و«الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز» التي يقودها شباب وشابات سعوديون، إلى أن رأينا تخصصاً تحت اسم «الذكاء الاصطناعي» موجوداً في الجامعات السعودية، بل أُنشئت هيئة للبيانات والذكاء الاصطناعي، ليصبح كل ما له علاقة بهذا المجال مطلباً أساسياً في التقدم والتطوير والتنمية، لا يمكن تجاهله أو تحييده.

وسبق وأن أوضح وزير الاتصالات وتقنية المعلومات عبدالله السواحه «أن المملكة عازمة على تطوير الحاضر الرقمي وبناء مستقبل يعتمد على الذكاء الاصطناعي والابتكار، الأمر الذي يعزز من مسيرتها ويرسم مستقبلها نحو الريادة في مجال التقنية والابتكار»، ليبرهن أننا سنكون في الطليعة بتضافر الجهود وتوفير الإمكانات لنصل إلى هدف أسماه السواحه «تعزيز مستويات الأداء والإنتاجية ودعم اتخاذ القرار في القطاعات كافة، مما يجعل الخدمات المقدمة للمواطنين أكثر ابتكاراً، ويفتح مجالات عدة لتحفيز ريادة الأعمال ودعم الشباب».

وإضافة إلى كون «الذكاء الاصطناعي» لديه القدرة على التفكير الفائق وتحليل البيانات أكثر من ارتباطه بشكل أو وظيفة معينة، فإنه يهدف إلى تعزيز القدرات والمساهمات البشرية بشكل كبير يجعله أصلاً ذا قيمة كبيرة من أصول الأعمال للأجيال القادمة.