-A +A
«عكاظ» (جدة)
سلوك استعلائي

تهاجم الصفحات الثقافية وتبحث عنها في الوقت نفسه. تقرأ أغلب الصحف في اليوم التالي للأمسية أو الندوة التي شاركت فيها بالأمس. تبحث عن تغطية تشبع غرورك، وعندما تجدها في صحيفة ما، تبدأ بمحاكمة الصحف الأخرى وتكيل لها التهم في سلوك استعلائي لا يمكن أن ينهض بالمفهوم الحقيقي للثقافة الحيَّة. اللافت أن تركيزك ينصب على الصحف الورقية دون سواها، ما يؤكد أنك من المفتونين برائحة الحبر رغم نشاطك التويتري، فمن أنت؟


شخصية مضطربة

تنتقد الجميع ولا تقبل النقد، تعيش حالة من الاضطراب والاغتراب في آن معا، لا تثبت على حال في مظهرك الخارجي، إذ تطل بمظهر الشيخ الجليل، وفي اليوم التالي تظهر حليقا ممسكا بالسيجار الكوبي، ما يشير إلى شخصيتك القلقة التي تبعث داخلك الإحساس الدائم بالمؤامرة، تستفزك الإشادة بكاتب بوكري مبدع، وتحاول التقليل من المبدعين الناجحين، تهرب من ميدانك الأصلي الذي عرفت فيه وتذهب إلى ميادين أخرى بحثا عن نجاح لم يتحقق، وعندما تتجاهلك المؤتمرات والمؤسسات الثقافية تصب جام غضبك على زملائك المبدعين، فمن أنت؟

بائع الوهم

طرحت نفسك شاعرا ولم تنجح، حاولت أن تشغل الساحة الثقافية بقصص لا تمت للواقع بصلة، كنت ومازلت تستلذ بخلافات الآخرين، لكن أمرك انكشف واسمك لم يعد مرحبا به في أوساط الشعر والشعراء. طرقت باب الاستثمار في المجال الثقافي ولم تنجح، وأخيرا قررت البحث عن محيط آخر لتمرير مشاريعك الوهمية التي تهدف منها إلى الكسب المادي بعيدا عن المبادئ غير آبه بأخلاقيات المثقف. مازلت مدينا للكثيرين ممن عملوا معك بمستحقات مالية ومع ذلك تسارع لاتهامهم بحثا عن معبر آمن يجنبك التهمة، لذا على كل من ينوي العمل معك مستقبلا أن يسأل أولا: من أنت؟