أطفال أيتام في أحد مراكز التدريب والتجنيد التابعة لتنظيم «داعش». (أرشيف)
أطفال أيتام في أحد مراكز التدريب والتجنيد التابعة لتنظيم «داعش». (أرشيف)
-A +A
رويترز (الموصل)
@OKAZ_online

كشف تحقيق أجرته رويترز تجنيد تنظيم «داعش» الإرهابي للأطفال في الموصل، عقب السيطرة عليها في العام 2014، مشيرة بحسب موظف سابق في ملجأ للأيتام للأطفال إلى أنهم كانوا يبكون ويسألون عن آبائهم الذين اختفوا، فيما يسوقهم التنظيم إلى معسكرات التنظيم.


وقال الموظف في ملجأ الأيتام السابق الذي كان يستضيفهم، إنه مع مرور الأيام بدا أنهم يتشبعون بفكر التنظيم المغالي في التشدد.

وأضاف أن الأطفال الذين راوحت أعمارهم بين 13 و16 عاما ومعظمهم من أبناء اليزيديين بدأوا يشيرون إلى عائلاتهم بوصفهم مرتدين وذلك بعدما ألقى عليهم مقاتلو التنظيم دروسا في التشدد الديني.

وجرى فصل الصبيان عن البنات والأطفال الأصغر سنا وخضعوا للتلقين والتدريب على أن يكونوا «أشبالا للخلافة» ليصبحوا شبكة من المخبرين والمقاتلين يستخدمهم المتشددون لدعم عملياتهم العسكرية.

ويضيف الموظف، كان المجمع القائم بحي الزهور في الموصل، والذي كان يضم أيتاما من المنطقة قبل أن يطردهم التنظيم، واحدا من مواقع عدة استخدمها المتشددون في أنحاء المدينة. وهو الآن موصد بعد أن أغلقته قوات الأمن العراقية بالأقفال.

وبحسب تحقيق رويترز، فقد كتب على أحد الجدران بطلاء أسود «علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل». وبداخل المبنى يوجد حوض سباحة غير أنه جاف ومليء بالنفايات. وفي غرفة أخرى توجد كومة من الكتب الدراسية التي عدلها التنظيم لتناسب جوهر ثقافته الوحشية.

كما تستخدم المسائل الحسابية في كتاب الحساب للصف الرابع أمثلة من الحرب في حين وضعت على الغلاف بندقية تكونت من معادلات حسابية. أما كتب التاريخ فتركز فقط على سنوات الإسلام الأولى وتسلط الضوء على الغزوات.

فيما يشير كتاب آخر يحمل عنوان «الإنجليزية للدولة الإسلامية» ويتضمن كلمات اعتيادية مثل «تفاحة» و«نملة» إلى جانب «جيش» و«قنبلة» و«قناص». تظهر كلمات أخرى مثل «شهيد» و«جاسوس» و«المورتر» إلى جانب «معبر مشاة» و«يتثاءب» و«إكس بوكس».

وجرى تصوير كلمة «امرأة» بشكل أسود غير محدد الملامح ويضع النقاب. وكل الوجوه الموجودة بالكتب -حتى للحيوانات- مطموسة وذلك تمشيا مع حظر لمثل تلك الصور بموجب أفكار التنظيم المتشددة.