-A +A
«عكاظ» (جدة)

غالبًا ما تشهد جدران وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU) بمستشفى الدكتور سليمان فقيه بجدة قصصًا عن المرونة وانتصار الحياة ضد صعوبات تبدو غير قابلة للتغلب عليها. في الآونة الأخيرة، تم الكشف عن فصل آخر من هذا القبيل، حيث لم يجلبه البهجة الهائلة لعائلة شابة فحسب، بل جلب أيضًا الفخر للفريق المخصص الذي جعل ذلك ممكنًا، حين وصل مولود حديث الولادة إلى العناية المركزة لحديثي الولادة بحالة حرجة، حيث واجه تحدياً هائلاً عبارة عن نزيف حاد في الجهاز الهضمي. واستجابة لذلك، تصرف فريق العناية المركزة لحديثي الولادة، الذي يضم أطباء وممرضات، بسرعة وحزم لتحقيق استقرار حالة الرضيع.

وكان تركيزهم الأولي هو الاستقرار، من خلال جهود منسقة، تمكنوا من السيطرة على النزيف وتحقيق استقرار العلامات الحيوية للطفل، لكن الرحلة كانت بعيدة كل البعد عن الانتهاء، وإدراكًا للحاجة إلى استشارة الخبراء، شرع فريق العناية المركزة لحديثي الولادة في تعاون متعدد التخصصات.

تعاون كل من البروفيسور محمد حصوصة من أمراض الجهاز الهضمي للأطفال، والدكتور طه الخطاب من أمراض الدم للأطفال، والدكتورين طارق ومازن زيدان من جراحة الأطفال، ولم يدخروا جهدًا في سعيهم للتشخيص وخطة العلاج.

الحمد لله، مع الإدارة الطبية الدقيقة، انقلبت الأمور، تحسنت حالة الطفل بشكل مطرد وتوقف النزيف، وسرعان ما وصلت لحظة الاحتفال اليوم الذي أعلن فيه عن خروج البطل الصغير إلى المنزل.

جلب الخروج أكثر من مجرد راحة، لقد كانت شهادة على تفاني وخبرة الفريق الطبي، والتزامهم الذي لا يتزعزع بالعمل الجماعي، ونظام الدعم الحيوي الذي يغذي التميز في مستشفى الدكتور سليمان فقيه.

وقال الرئيس التنفيذي الدكتور فاتح جول: «هذا النجاح الرائع يتحدث عن المواهب المذهلة والروح التعاونية التي تميز فرقنا الطبية في مستشفى الدكتور سليمان فقيه». «إن رؤية هذا المولود حديث الولادة يعود إلى المنزل بصحة جيدة هو تذكير قوي بالأثر الذي يغير الحياة والذي نتركه على الأفراد والعائلات يوميًا. نحن مدفوعون بمهمة واحدة، وهي تقديم رعاية عالمية المستوى مع التعاطف والتفاني، وهذه الحالة تمثل النتائج الاستثنائية التي يمكن تحقيقها من خلال العمل الجماعي والالتزام الذي لا يتزعزع».

في الواقع، تلقي قصة انتصار هذا المحارب الصغير على عدو هائل الضوء على التعاون والالتزام الرائعين اللذين يميزان مستشفى الدكتور سليمان فقيه. إنها شهادة على الخبرة والتفاني والدعم الذي لا يتزعزع ويجعل هذه المؤسسة منارة أمل لعدد لا يحصى من العائلات في جدة وخارجها.