أحد الشبوك وتبدو فيه أغراض الطبخ. (عكاظ)
أحد الشبوك وتبدو فيه أغراض الطبخ. (عكاظ)




المسنة في شبكها.
المسنة في شبكها.
-A +A
علي فايع (أبها) alma3e@
على بعد أمتار من سوق «سبت صلب» أقدم الأسواق الشهيرة في محافظة رجال ألمع التي كانت تضج بالحياة والناس، تسكن الستينية صالحة التي تعرف في أوساط المحيطين بها بـ «أمهملية» وحيدة إلا من الدعاء والشكر.

ولدت في المكان الذي اختارت أن تقضي فيه ما بقي لها من العمر، لا أبناء لها ولا إخوان أو أخوات، كل ما تملكه في هذه الدنيا غرفتين من الشبك في إحداهما تنام وتستقبل جاراتها اللائي يغمرنها بالحب والحنان، وفي الأخرى مستودع لحفظ الأطعمة وبطانيات وفرش تلتحف بها من برودة الشتاء وبعض الأواني التي يبدو عليها القدم.


أكدت أمهملية أنها ولدت هنا وعرض عليها محسنون أن يبنوا لها غرفاً في الموقع، إلاّ أنها لم توافق، ومع أنها تؤكد على أن الشبوك التي تسكن فيها لا تحميها من حرارة الشمس ولا تمنع عنها المطر، إلا أنها ترفض تلك العروض دون أسباب واضحة، مشيرة إلى أنها تجد في هذه الشبوك نفسها، إلا أنها تخشى المبيت فيها ليلاً وهو ما يمكن تفسيره بشعورها بالخوف والوحدة في الليل لذلك اختارت أن تنام في الليل عند إحدى جاراتها.

وتستفيد «أمهملية» من الضمان الاجتماعي وكذلك من المساعدات التي تقدمها لها الجمعية الخيرية في الحبيل، وهو ما يؤكده نائب رئيس الجمعية الخيرية في الحبيل شرفي عايض، بعد انتشار مقطع فيديو للمسنة، يصور حالتها والمكان الذي تعيش فيه.

وذكر عايض أن المواطنة تستفيد من خدمات الجمعية الخيرية بالحبيل وملفها رقم (١٤)، وليس لها قريب مباشر إلاّ ابن خال لها توفي منذ سنتين، مبينا أن الجمعية تقدم لها المواد الغذائية والمساعدات المالية بين فترة وأخرى، كما أنه تم إدراجها ضمن الأسر المستفيدة من مشروع مسكني عام ١٤٣٧هـ ولكنها رفضت بناء مسكن لها.

وأفاد عايض أن الجمعية تتابع وضعها بشكل دائم، إذ يتولى متابعة صرف ضمانها وحفظه أحد جيرانها الموثوق فيهم، وهو يقوم بذلك محتسبا منذ فترة طويلة. كما فتحت لها الجمعية حساباً في مستودع الحبيل للمواد الغذائية ويتولى أخذ طلباتها أحد جيرانها، وهو أيضا يقوم بهذا العمل لوجه الله، مشيرا إلى أن المسنة تنام عند إحدى جاراتها، إذ اتفقت معها على دفع إيجار شهري بمبلغ (٤٠٠) ريال للشهر، وقد تبرع فاعل خير بعد انتشار المقطع بدفع هذا المبلغ مدى الحياة عن طريق الجمعية، كما تواصل مع الجمعية بعض المحسنين الراغبين في بناء مسكن لها، إلاّ أنها رفضت.

واقترح نائب رئيس الجمعية الخيرية على بلدية محافظة رجال ألمع وضع مصدات متنقلة بعدد خمسة مصدات حول شبكها للحفاظ على سلامتها من السيارات، بحكم أنّها تسكن على طريق تعبره السيارات، مطالبا تجار بيوت الشعر المتنقلة بمنح المرأة بيت شعر بمساحة ( 4 × 5 ) أمتار بديلاً للشبك الذي لا يحميها لا من المطر ولا من الشمس.

وناشد نائب رئيس الجمعية الخيرية في الحبيل الراغبين في مساعدة هذه المرأة بأي مبلغ مالي التواصل مع الجمعية الخيرية، التي خصصت رقم حساب من حساباتها لهذا العمل الإنساني باسم الجمعية الخيرية في الحبيل.

وأشار مدير مكتب الضمان الاجتماعي في محافظة رجال ألمع إبراهيم علي آل فايع أن المواطنة «صالحة» مستفيدة من الضمان الاجتماعي بمعاش شهري يبلغ ( ١١٥٦ ) ريالاً وتستلم مساعدة سنوية بمقدار ( ١٠٤٠٠ ) ريال وهي من سكان قرية الخطوة الواقعة بمركز الحبيل بمحافظة رجال ألمع وحالتها الصحية جيدة.

وأكد آل فايع أنه عرض عليها بمخاطبة الجهات الحكومية والجمعية ببناء منزل لها في نفس الموقع الحالي، أو استئجار مبنى بأي مكان ترغبه في المحافظة، إلاّ أنها رفضت، معللة ذلك بأنها لا تريد أبدا كونها في مكان «هبة» من أحد الأشخاص وأنها لن تبني، في ما ليس ملكاً لها حتى وإن وافق صاحب الشأن.