-A +A
ياسر عبدالفتاح (جدة) okaz_online@
تطفح توكل كرمان، في كل مرة، بكل مدخراتها في اللغو وسقط المتاع اللغوي في محاولة لاستعراض هوامش قاموسها الفقير في التطاول على «عكاظ» على خلفية تقريرها عن «أفعى الإخوان» التي تقتات على الموت والدمار (السبت 19 فبراير 2021) حتى خرجت «مسؤولة محتوى» فيسبوك وانستقرام، وعضو مجلس حكماء المنصتين عن عقلها وانحدرت بالمحتوى و«المستوى» إلى قاع سحيق لا ساحل له.

في حفلة الشتائم على «عكاظ» عبر حسابها في تويتر، نالت الفائزة الفرضية بجائزة نوبل للسلام دروسا مجانية وقاسية من متابعيها في مناهج صون حرية التعبير واحترام الرأي الآخر والالتزام بأسس الحوار الموضوعي، وبدت كرمان أكثر غضبا على «عكاظ» حين هب قراؤها للدفاع عن صحيفتهم، وكشف ضيق أفق الداعية المتوهمة إلى الحوار المعافى وقيم التسامح و«السلام النوبلي»!


أثار غضبها تقرير موثق نشرته الصحيفة عن عدم احتمالها عواصف وآراء مخالفيها في منصتي فيسبوك وانستقرام؛ إذ أمطروها بسيل من الانتقادات على خلفية محاضرة عن ثورات الربيع العربي، قالت إنها ستلقيها في جامعة إكسفورد، ثم لتطاولها على العلماء قبل انسحابها التكتيكي عن تهمة الانتماء لحركة الإخوان المسلمين الإرهابية المحظورة، وعن استغلالها اسم «نوبل» في النشاط التكسبي العظيم وانفتاحها وتطفلها غير المرغوب على كل حركات ووقفات الاحتجاج من النيل إلى الفرات ومن المحيط إلى الخليج وصولا إلى موسكو بمناصرة «ثورة الربيع الروسي»!

في هذا الزحام «الثورجي العظيم» استحقت توكل كرمان وسم «القنبلة النووية مدمرة الأوطان» وهو اللقب الذي أطلقه ظرفاء يمنيون على الناشطة السابقة والمليونيرة الحالية، وهو وصف أقل حدة من صفة «أفعى الإخوان» واستعارت «عكاظ» الوصف من ألسنة اليمنيين؛ الذين دفعوا ثمنا باهظا من صعود كرمان على أكتافهم والتربح من قضاياهم ودمائهم فأضحت اليوم «حيّة» وسط أقفاص وأشلاء الموتى.

لم يمر تطاول كرمان على «عكاظ» في تويتر دون إفحام فتساءل مغرد: «هل هذا مستوى واحدة تأخذ نوبل» ولم يشأ المغرد أن يسألها «وهل من مقاييس مجلس حكماء المنصة الإلكترونية التحرر عن الحكمة في ساعة الغضب؟».. وقال آخر «وصفوك بأقل مما تستحقين فأنت سبب خراب اليمن». غير أن ألطف التغريدات كانت من أحد ظرفاء مصر «إنتي مش أفعى.. إنتي مجموعة أفاعي في بعض». وغرد رابع «عكاظ قالت الحقيقة بلسان حال 30 مليون يمني».

لم تجد كرمان الغاضبة نصيرا في حفلة سبابها على صحيفتنا إلا ممن اعترف بإخونجيته وزعم أنه وكرمان سيكونان شوكة في حلوق الطغاة، لعلها نيران صديقة تفضح أباطيل تخليها عن الجماعة، أو إن شئت قل: مدح في مقام الذم كما المتنبي أمام كافور:

لو كان ذا الآكلُ أزوَادنا

ضيفاً لأوسعناهُ إحسانا

لكننا في العينِ أضيافُهُ

يُوسعنا زوراً وبهتانا!