11
11
-A +A
غانم العابد (بغداد)@GH3ABID
دق الاستعراض المسلح لمقاتلي التيار الصدري قبل أيام في بغداد وكربلاء والنجف مع تنصيب مسؤول مخول من مقتدى الصدر نفسه على محافظة البصرة، ناقوس الخطر لدى الكثير من الأطراف السياسية والمسلحة، بأن الصدريين عازمون على الاستيلاء على منصب رئيس الوزراء في الحكومة القادمة، وبأي ثمن كان، ما جعل زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم يسارع إلى إقامة استعراض مقابل لكن على الطريقة المدنية حضر فيه جمع غفير من المؤيدين عبر العديد من الطرق بينها توزيع وجبة غذائية مع مبلغ مالي على الحضور.

استعراض الصدر جعل الطرف المسلح المنافس له المتمثل برئيس الوزراء السابق نوري المالكي وحلفائه من المليشيات المسلحة الولائية وقيادات في الحشد الشعبي أمام أمرين: إما أن يقوموا باستعراض عسكري لا يقل عن اتباع الصدر لإثبات قوتهم وثقلهم في الشارع؛ وهنا قد يحدث ما لم يكن في الحسبان حدوث صدامات مسلحة وانفلات زمام الأمور من يد الجميع، أو الاتجاه لحل بديل وهو العمل في جغرافية أخرى لا تقل أصواتها الانتخابية عما هو موجود في البصرة وكربلاء والنجف، في إشارة للمحافظات التي كانت تخضع لسيطرة داعش وتمتلك فيها المليشيا الولائية ثقلاًَ وسلطة كبيرة.


إن ما جرى أخيراً في نينوى سواء لمدرسة الخرائب في قضاء مخمور (جنوب شرق الموصل) من محاولة حرق المدرسة التي تتخذ كمركز لتحديث البطاقات الانتخابية البايومترية، ووضع عبوة ناسفة أمام منزل أحد المرشحين للانتخابات القادمة في ناحية النمرود (جنوب الموصل) لا يمكن عزله عن ما حدث من استعراض عسكري في بغداد أو المحافظات الأخرى، وأن ما يجري في نينوى هو سيناريو معد لإقصاء أي مرشح ليس ضمن المعسكر أو العباءة المليشياوية أو الإيرانية، والأمر لن يتوقف عند العرب السنة فقط، بل سيمتد إلى مرشحي الأحزاب الكردية في نينوى ومحافظات أخرى خاصةً في المناطق التي يوجد فيها ثقل مليشياوي من إجل إيجاد طبقة سياسية موالية لإيران وللمليشيات على حد سواء وبذلك تبقي هذه المليشيات على نفوذها، وتتسع قاعدة الحليف المحلي الإيراني سنياً؛ وتبقى هذه المحافظات على نفس الدمار الذي تعانيه وتفقد هويتها وقرارها السياسي خاصةً في ظل وجود أطراف سياسية سنية مستعدة للعمل حتى مع الشيطان نفسه في سبيل الإبقاء على مصالحها الخاصة ونفوذها.

قادم الأيام ينبئ أن المحافظات الغربية والشمالية (السنية) ستشهد ادعاءات لمليشيات ولائية تشابه إلى حد كبير ادعاء التيار الصدري عندما نزل إلى الشارع تحت ذريعة وجود نية لدى أطراف بعثية وداعشية باستهداف (مراقد مقدسة) لفرض نوع من السيطرة أكبر مما هو موجود حالياً يمكنهم من التحكم واستبعاد من لا يرضون عنه، وتمكين الموالين لهم.

أمام كل هذا ازدادت عمليات خطف وتعذيب الناشطين في مظاهرات تشرين وما تسرب من صور لناشطين جرى خطفهم وتعذيبهم بطرق بشعة جداً يدلل على أن هذه الأطراف مستمرة باستهدافهم وتصفيتهم مما حدا بالكثير منهم لمغادرة محافظاتهم والاتجاه إما إلى كردستان أو البحث عن لجوء في دولة أخرى.