عبدالحليم خدام
عبدالحليم خدام
-A +A
«عكاظ» (إسطنبول) okaz_online@
صباح أمس (الثلاثاء)، رحل أبرز السياسيين السوريين الذين عاصروا حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد. انتهت مسيرة نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام عن عمر 88 عاما، ليطوي التاريخ السوري الحديث سيرة أحد أبرز رجال وصناع السياسة. كان خدام «الصندوق الأسود» للرئيس حافظ الأسد، الذي لم يخف إعجابه بشخصيته منذ أن التقاه في دمشق، ورافقه في مسيرته البعثية، كان الأسد تواقا أن يكون خدام السني القادم من مدينة بانياس الساحلية، إلى يمينه لما له من كاريزما في الأوساط السياسية والبعثية، ليثبت الأسد أن حكمه يحمل شكل سورية المتنوع من الناحية المذهبية.

كان خدام الذي يحمل إجازة في الحقوق شخصية لامعة في محيطه، فقد تقلد مناصب مهمة في مسيرته، بدءا من محافظ حماة إلى وزير التجارة والاقتصاد، ثم اختاره الأسد واجهة سياسية ليمثل السياسة الخارجية السورية نهاية 1970، في أصعب المراحل التي مرت بها سورية وأدق المراحل في حكم الأسد. كُتب لخدام عمر جديد عام 1977، حين تعرض لمحاولة اغتيال راح ضحيتها سيف سعيد غباش أول وزير دولة للشؤون الخارجية في الإمارات، إذ أطلق إرهابيون الرصاص لاغتياله، لكن الرصاصات انحرفت لتستقر في جسد الوزير الإماراتي، بعد تلك الحادثة أصبح خدام من أكثر المقربين من الأسد وكاتم أسراره. وبعد وفاة الأسد في 2006، لم يعد خدام يرى أهمية في استمراره بالعمل السياسي، بسبب حملة التطهير في الحرس القديم إثر تولي بشار الحكم، وكان قراره الخروج من البلاد، ليعلن أنه انفصل عن نظام الابن ومنظومة الحكم، ليختار باريس آخر محطاته. لكن الجدل يحوم حول خدام، إذ ينظر إليه «الإخوان» على أنه من المسؤولين عن مجزرة حماة 1982، فيما يرى جيل المعارضة الجديد أنه المسؤول عن دفن حركة المعارضة، المتمثلة في ما يسمى بـ«ربيع دمشق»، حينها حاضر خدام في جامعة دمشق في 2001، وقال لا نريد أن تكون سورية جزائر ثانية.