-A +A
لا ريب أن مجلس الشورى في بلادنا مميز بطرحه وتناوله وشفافيته، وإن كانت تجربته أقل، مقارنة بمجالس وبرلمانات سبقته، إلا أنه بما جمع واستوعب من النخب، يُحرزُ تقدماً ملحوظاً، ونجاحات مبشرة بالخير، خصوصاً في الجانب الرقابي بالأخص (الاستجواب) بما يعبر عنه الأعضاء من تطلعات القيادة، وبما يمثلونه من صوت المواطن، وطموح وطن.

وفي ظل ما يرشح عن المجلس من أخبار يلاحظ المتابع له خصوصاً في دورته الحالية اهتمامه الكبير بمراجعة بعض الأنظمة، وإبداء الملاحظات عليها، والرفع لمقام مجلس الوزراء بما يرتئيه من تحديث، يُعزز أفق الإصلاح الذي تتبناه قيادة المملكة حساً ومعنى، ولا يغيب الدور التشريعي للمجلس عن رئيسه وأعضائه في كل جلسة من الجلسات.


ويحضر صوت المواطن بكامل النقاء تحت قبة البرلمان، الذي يُصغي جيداً لكل الجهات، ويُنصِتُ باحترام لجميع الأصوات النابضة بعشق كيانها السعودي والمتطلعة لحيوية المجلس بحكم أنه معبّر عن الطموحات، وعلى قدر ما يحقق من تطلعات تتاح له المزيد من الصلاحيات.

ولا حرج في القول، إن التجربة الشورية في المملكة لها خصوصيتها، فهي مستمدة من روح الشريعة الإسلامية الخالدة، وهي منتمية لإرث وطني عريق، وغني بصور التلاحم والتواصل العاطفي بين القيادة والشعب، إضافة لمكانة المجلس التي تتعزز من خلال اختيار الشوريين بعناية، ومنحهم صلاحية التعبير عن كافة الأطياف بحكمة ورعاية مصالح، على هدي رؤية شامخة تُعلي شأن لُحمتنا الوطنية، وتوطّد عراها المؤصلة لمنهج التكامل بين مؤسسات الدولة، وفق منهجٍ سعودي ناصع العطاء والأداء.