محمد عبيد الغامدي
محمد عبيد الغامدي




أحمد عمرو عبد الله
أحمد عمرو عبد الله
-A +A
محمد الشهراني (الدمام) mffaa1@
في الوقت الذي تعد التوعية والتثقيف النفسي أمراً بالغ الأهمية لما لهما من دور مهم في عملية الوقاية، وخفض المرض النفسي، تبرز أهمية الحصول على بعض دورات تطوير الذات، خصوصاً لدى القادرين على إدارة ذاتهم جيداً وعلى المساعدة الذاتية في أمور حياتهم، ويحتاجون فقط إلى تنمية بعض المهارات التي تساعدهم على ذلك.

«عكاظ» تطرح تساؤلا على متخصصين بشأن ضمانات هذه الدورات، وما تأثيرها ومخاطرها التي لا يأمنها الكثيرون؟ في ظل تأكيد متخصصين نفسيين أن الأمر الداعي للقلق يتمثل في 3 جوانب؛ الأول التأثير السلبي لهذه الدورات على التزام المرضى بالبرامج العلاجية التي تحتاج بذل مجهود لتنفيذ الواجبات العلاجية، إذ تساهم هذه الدورات في مقاومة المرضى جلسات العلاج النفسي لأنهم يجدون في هذه الدورات «كبسولات» سريعة المفعول في ضوء توقعاتهم.


أما الجانب الثاني فيتمثل في دورها بعدم تبصير بعض المرضى بنقاط ضعفهم، لأنهم يجدون في دورات تطوير الذات ما يسعد آذانهم مع إغفال النصف الآخر الذي يعد الأكثر قتامة.

أما الجانب الثالث والأخير فهو رفع الذات المثالية بعبارات رنانة وقصص نجاح مفعمة بالنشاط؛ بعضها وهمي وكأنها تلامس النجوم، مع ذات واقعية متدنية بعض الشيء، فعندما يجد المتدرب في تلك الدورات حياته ليست وردية، كما كان يتوقعها يصاب بالإحباط؛ لذا فإنه من المهم أن يعلم الجميع أن لهذه الدورات آثاراً جانبية سلبية للغاية.المحتوى سبب المشكلة

أوضح الأستاذ المشارك في علم النفس الإكلينيكي الدكتور أحمد عمرو عبدالله أن مواضيع دورات تطوير الذات ومحتواها قد يكون هو المشكلة، أو قد تكون المشكلة في المدرب نفسه غير المتخصص في مجال العلوم الاجتماعية والنفسية، وفي بعض الأحيان تكمن المشكلة في نوع الجمهور الذين يأتي بعضهم بهدف العلاج النفسي وليس بهدف التدريب، إذ أشارت نتائج أحد المسوح التي قمنا بتطبيقها منذ عدة سنوات إلى أن نحو 18% من متدربي دورات تطوير الذات سبقت لهم زيارة الطبيب النفسي، وهناك بعض الأسباب غير المنطقية الأخرى لحضورهم هذه الدورات، إما بهدف الحصول على الشهادة (كانت نسبتهم 10% من عينة الدراسة)، أو بهدف قضاء وقت فراغ (كانت نسبتهم 4% من عينة الدراسة)، حتى إن كان الهدف من حضورهم اكتساب مهارات شخصية (بلغت نسبتهم نحو 48% من العينة)، إلا أن توقعاتهم نحو هذا الهدف قد تكون غير واقعية، وهو ما يعززه بعض المدربين للأسف.مقاومة المرضى العلاج

كشف الدكتور عمرو أن الأمر الداعي للقلق هنا يتمثل في 3 جوانب؛ الأول التأثير السلبي لهذه الدورات على التزام المرضى بالبرامج العلاجية التي تحتاج منهم بذل مجهود لتنفيذ الواجبات العلاجية، إذ تساهم هذه الدورات في مقاومة المرضى جلسات العلاج النفسي لأنهم يجدون في هذه الدورات «كبسولات» سريعة المفعول في ضوء توقعاتهم. أما الجانب الثاني فيتمثل في دورها بعدم تبصير بعض المرضى بنقاط ضعفهم، لأنك تجد في دورات تطوير الذات ما يسعد أذنك أن تسمعه، لكنك لا تجد النصف الآخر الأكثر قتامة الذي عادة لا تود أن تسمعه أو تراه. أما الجانب الثالث فهو رفع الذات المثالية بعبارات رنانة وقصص نجاح مفعمة بالنشاط بعضها وهمي وكأنك تلامس النجوم بيدك، مع ذات واقعية متدنية بعض الشيء عندما تجد أن حياتك ليست وردية كما كنت تتوقعها فتصاب بالإحباط.تأثير الأفكار على السلوك

وأشار عمرو إلى أن لأفكار الفرد تأثيراً قوياً على مشاعره وسلوكياته، فإذا كانت واقعية وإيجابية ومنطقية وعقلانية كانت النتيجة مشاعر إيجابية وسلوكيات توافقية، أما إذا كانت هذه الأفكار غير عقلانية وغير منطقية وسلبية وغير واقعية كانت النتيجة سوء التوافق النفسي. الوعي بالاضطرابات النفسية

أوضح الموجه الطلابي والباحث في علم النفس المدرسي محمد عبيد الغامدي أن المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية يبذل جهوداً توعوية رائعة، لكنه بحاجة لإصدار دليل لعامة الناس بلغة سهلة يبين لهم فيه فروع علم النفس ومهمات كل فرع، فالناس ما زالوا يخلطون بين المرشد والأخصائي والطبيب، لافتاً إلى أنه ينبغي تبصير المجتمع بأحقيته في السؤال عن التراخيص اللازمة لكل معالج، وسن أنظمة تمنع أي شخص غير مرخص من ممارسة العلاج النفسي.

التأثير السلبي للدورات:

رفع الذات بعبارات رنانة ثم الاصطدام بالواقع

عدم تبصير بعض المرضى بنقاط ضعفهم

«كبسولات» سريعة تجعل المرضى يقاومون العلاج