فهد بن عبدالله السيف
فهد بن عبدالله السيف
-A +A
فهد بن عبدالله السيف - رجل أعمال «العضو الذهبي في نادي النصر السعودي»
تطلُ علينا في كل عام ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية لتعيد إلى الأذهان هذا الحدث التاريخي الهام الأول من الميزان من كل عام، يوم محفور في ذاكرة التاريخ منقوش في فكر ووجدان المواطن السعودي.

ففي هذا اليوم وحّد فيه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه شتات هذا الكيان العظيم وأحال الفُرقة والتناحر إلى وحدة وانصهار وتكامل.


وفي هذه الأيام تعيش بلادنا أجواء اليوم الوطني 91 وهي مناسبة خالدة ووقفة عظيمة تعي فيها الأجيال كل القيم والمفاهيم والتضحيات والجهود المضيئة التي صاحبت بناء هذا الكيان العملاق.

وإننا إذ نحتفل في هذا اليوم، لنعبر عما تُكنه صدورنا من محبة وتقدير لهذه الأرض المباركة ولمن كان لهم الفضل بعد الله تعالى في ما تنعم به بلادنا من رفاهية واستقرار، حيث شهدت المملكة في سنوات قلائل قفزات حضارية لا مثيل لها في جميع المجالات، فما حققته هذه البلاد في المجال الاقتصادي والتعليمي والأمني أمر يصعب وصفه ويجل حصره حتى أصبحت مضرب الأمثال في محيطها الإقليمي في الاستقرار والرخاء والتنمية.

كما أن من أبرز ما يجب الحديث عنه في هذه المناسبة هو الاهتمام الكبير الذي أولته الدولة للمواطن السعودي وتعليمه والسعي نحو تأهيله وتدريبه في مختلف المجالات.

ومنذ الإعلان عن «رؤية 2030» لم يعد الاحتفاء بذكرى اليوم الوطني السعودي حدثا عاديا؛ فالقفزات الاستثنائية التي حققتها وما زالت تحققها هذه الرؤية أصبحت لا تخطئها العين، بدءا من النهضة على جميع الأصعدة وفق خطة بعيدة المدى، مرورا بالتحولات المجتمعية الجريئة، وصولا إلى معدلات النمو الاقتصادي التي فاقت كل التوقعات والنتائج التي حققتها، وألجمت الأبواق الحاقدة.

وتنم مسارات رؤية 2030 المتوازية عن بصيرة نافذة واسعة النظر، وتبثّ الاطمئنان في القلوب بشأن مستقبل السعودية وأجيالها الصاعدة، في إطار القيم الثابتة دينيا ومجتمعيا.. كما أنها حققت قفزات لم تكن هينة أو معبدة الطريق كما يتصور البعض، بالنظر إلى تسارع وتيرتها، ولكنها استمدت همة وحيوية من مطلقها ولي العهد؛ فهي الهمة التي أحدثت كل هذا الحراك في أهم دول المنطقة إقليميا، وأكبر مصدر للنفط دوليا، وأقدس بقاع الأرض دينيا.

ولا شك في أن اليوم الوطني السعودي الـ91 يتمتع بنكهة مختلفة؛ فهمة المواطن داخل المملكة العربية السعودية في أداء واجبه نحو وطنه ستتلاقى مع همم أخرى تستلهم العزم من قيادتها، همم تصل بهم إلى القمة.

ومما يجدر ذكره في هذه المناسبة الغالية علينا جميعا هو ما قدمته المملكة للأمه العربية والإسلامية من خدمات عظيمة. فهي مهبط الوحي ومنطلق الرسالة وقبلة المسلمين، حيث أولت منذ نشأتها الإسلام والمسلمين اهتمامها وعنايتها فعمرت مساجد الله في أنحاء الأرض مبتدئة بالحرمين الشريفين اللذين شهدا في عهد الدولة السعودية أعظم توسعة لها عبر كل العصور فأصبح الحج إليها في غاية اليسر، وأصبح الحرمان الشريفان مفخرة لكل المسلمين، كما جعلت راحة حجاج بيت الله وزوار مسجد النبي صلى الله عليه وسلم شغلها الشاغل بحرصها على توفير كل سبل الراحة لهم وسخرت لخدمتهم كل إمكانيات هذه البلاد في تفان شهد به القاصي والداني، ثم شرعت بعد ذلك في طباعة كتاب الله لتوزع منه عشرات الملايين من النسخ وبمختلف اللغات ليكون في متناول كل مسلم مهما كانت لغته ومكانه.

إن ما ذكرته آنفاً من مآثر خالدة ما هي إلا لمحات وقبسات مضيئة من مسيرة هذا الكيان الشامخ، وإنني إذ أغتنم هذه الذكرى الغالية لأهنئ بلادنا قيادة وشعبا بهذا الوطن فإنني أسأل الله تعالى أن يحفظ لنا هذا الوطن المعطاء الذي أنعم علينا بالانتماء إليه وهيأ له زيادة في النعمة قيادة رشيدة سارت وتسير به إلى بر الأمان في محيط إقليمي مضطرب متواصل الأزمات.

كما يسرني و يشرفني في هذه المناسبة أن أرفع أسمى آيات التهنئة والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وإلى كافة الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل والمقيمين معنا على ثرى هذا الوطن الطاهر.