لوحة توضح الكيفية الصحيحة لارتداء الكمامة في مترو نيويورك. (وكالات)
لوحة توضح الكيفية الصحيحة لارتداء الكمامة في مترو نيويورك. (وكالات)
-A +A
«عكاظ» (واشنطن) OKAZ_online@
يبدو أن «صيف الفرح» الذي وعد به الرئيس الأمريكي جو بايدن الشعب الأمريكي، في احتفالات ذكرى استقلال أمريكا، في 4 يوليو الجاري، تحول إلى «صيف الحزن»؛ وقد يمتد ليصير «خريف الشقاء»؛ مع تسارع تفشي الوباء، وتزايد عدد المنومين في المستشفيات. وبدأت تعلو في الولايات الأمريكية هذه الأيام نغمة «إلزامية التطعيم»، بدعوى أن الارتفاع الراهن في الإصابات الجديدة يعزى إلى إعراض فئات عدة من السكان عن اللقاحات المناوئة لكوفيد-19. كما أن القرارات المتتالية من ولايات، وسلطات فيديرالية بضرورة العودة لارتداء الكمامات أضحت تتصدر عناوين الصحف الأمريكية.واعتبرت بلومبيرغ أمس، أن تلك القرارات الهادفة لكبح الإصابات المتفاقمة أفعمت قلوب الأمريكيين، خصوصاً المحصنين بالكامل (جرعتي اللقاح)، بالغضب من رؤية حريتهم وهي تنحسر شيئاً فشيئاً من جديد. وأضحى متوسط عدد الإصابات الجديدة الثلاثاء 52 ألف إصابة جديدة، وهو يفوق عددها قبل ثلاثة أسابيع بنحو ثلاثة أضعاف. واضطرت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها إلى العدول عن قرارها السابق الذي قضى بالسماح للمحصنين بالكامل بعدم ارتداء الكمامات خارج بيوتهم. وقالت أمس الأول إنه يجدر بجميع الأمريكيين استئناف ارتداء كماماتهم في الأماكن الداخلية العامة، بغض النظر عما إذا كانوا مطعّمين أم لا. وأكدت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن إدارة الرئيس بايدن وعدداً كبيراً من الشركات الخاصة تدرس إمكان استصدار قرار يقضي بإلزامية عامليها وموظفيها بارتداء الكمامات. ولوحظ أن البيت الأبيض طلب من الصحفيين الذين يحضرون مؤتمراته الصحفية أن يحرصوا على ارتداء قناع الوجه، بعدما ظلوا يحضرون للبيت الأبيض منذ مايو الماضي من دون كمامات. كما لوحظ أن نائبة الرئيس كمالا هاريس ظهرت الليل قبل الماضي مرتدية كمامة أثناء اجتماع في البيت الأبيض مع قادة مجموعات السكان الأصليين. وقال المراسلون الصحفيون إنهم تلقوا إشعاراً بارتداء كمامات قبل دقائق من دخولهم لتغطية اللقاء المذكور. وفي نحو الخامسة مساء الثلاثاء، تلقى موظفو البيت الأبيض رسائل بالبريد الإلكتروني تلزمهم بارتداء كماماتهم، حتى لو كانوا تحصنوا بالكامل. وفي الليلة نفسها وجه المسؤول الصحي عن الكونغرس تعليمات لأعضاء مجلسي النواب والشيوخ بارتداء كماماتهم في جميع أرجاء الكابيتول هيل.وأعلنت صحيفة «واشنطن بوست» أمس أنها قررت إلزام موظفيها بإبراز شهادة تطعيم عند دخولهم مبناها. وقالت شركتا فورد وجنرال موتورز لصنع السيارات إن ارتداء الكمامة ملزم بالنسبة لعمالتهما. وذكرت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض أنه نظراً إلى قدرة سلالة دلتا على إصابة المحصنين باللقاحات المضادة لكوفيد-19؛ فهي تنصح المعلمين، وموظفي المدارس، والطلاب، وزوار المدارس بارتداء الكمامات داخل تلك المباني.

وأوضحت مديرة المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها الدكتورة رايتشيل فالينسكي، أنه اتضح أثناء تفشي السلالات الفايروسية السابقة أن الحمل الفايروسي لدى المصابين من الأشخاص الذين تم تحصينهم بجرعتي اللقاح ضئيل جداً. وكان ثمة إجماع على أن هذا النوع من المصابين لا يمكنهم نقل العدوى الفايروسية لآخرين. لكنها قالت: «إن الوضع تغير بعدما غدت سلالة دلتا فاشية في البلاد. وزادت أن مستوى الحمل الفايروسي لدى المصابين من المطعّمين أضحى لا يمكن تمييزه عن الحمل الفايروسي الموجود في أنوف وحلوق المصابين من غير المطعّمين». وأوضحت أن هذه المعلومات تم التوصل إليها خلال اليومين الماضيين بعد تحليل 100 عينة. وحذرت من أن المصابين من المحصنين بالكامل قادرون على إفشاء العدوى الوبائية كغيرهم من الناس.


وأعلنت ولاية تكساس الليل قبل الماضي تسجيل 6.517 إصابة جديدة؛ وهو أكبر عدد يومي منذ نحو خمسة أشهر. وقالت إن عدد المنومين ارتفع إلى 4.982 شخصاً، هو الأكبر منذ مارس الماضي. وقال عمدة لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا نوري مارتينيز أمس، إنه سيدفع باتجاه إلزامية التطعيم بالنسبة للعاملين في بلدية لوس أنجليس.