صالح العيسى
صالح العيسى
-A +A
عبدالله الروقي (مكة المكرمة) alroogy@
التقيناه يسير في ساحات الحرم يحث الخطى نحو الفندق الذي يبعد بضعة مترات بعد أن فرغ من التراويح، صالح حمد العيسى استوقفناه فقال: «جئت منذ يومين من المنطقة الشرقية حيث أقطن هناك وأعمل في إحدى الشركات وتبقى لي يوم واحد سأقضيه في مكة قبل أن أعود».

وعن مكة والحنين إليها يقول العيسى: «مكة عشق وحب لكل المسلمين، ولا أتصور أن يمر عليّ رمضان دون أن أقضي بها عدة أيام معتمرا ومصليا في مسجد الله الحرام. ويكفي أن جائحة كورونا حرمتنا من ذلك العام الماضي، لذلك لم أتوان ولو للحظة في الحجز للعمرة والقدوم إلى رحابها المقدسة».


سألناه عن صيامه وكيف بدأه فابتسم وكأنه يتذكر أيام طفولته، وقال: «الوالدة، حفظها الله، كانت تحثنا على الصيام وتشجعنا عليه، وهي من جعلتنا نتعود عليه منذ سن مبكرة. وأتذكر أنني كنت أتحمس للصيام وأمسك بالفعل معهم عند الفجر وكان نَفَسي قصيرا في تلك المرحلة - يقولها ضاحكا - حيث كنت أفطر قبل مغيب الشمس بنصف ساعة، ورغم محاولاتهم تشجيعي وحثي على الاستمرار إلا أنه يبدو أن عناد الطفولة والتعب الذي كنت أشعر به كانا أكثر تأثيرا».

وعن ظروف العمل في رمضان وأوضاعهم في الشركات الكبرى يقول العيسى: «تعودنا على الأمر في السنوات الماضية وفي الظروف الحالية، ومع جائحة كورونا اختلف الوضع حيث كفانا الدوام عن بعد مؤونة الذهاب إلى العمل، حتى الاجتماعات أصبحت عن بعد، وزياراتنا الإشرافية تتم عن طريق كاميرات مراقبة تعطينا المنظر كاملا، وبذلك نشرف على سير العمل».