-A +A
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
تسمَّر الكويتيون أمام شاشات التلفزيون أمس (الثلاثاء) عندما قطع التلفزيون بثه العادي وبدأ في بث تلاوات من القرآن الكريم لفترة، وما إن مضى بعض الوقت، أعلن رسميا عن وفاة أمير الإنسانية والمواقف النبيلة الشيخ صباح الأحمد الصباح بعد عقود من العطاء في خدمة الشعب الكويتي والأمتين العربية والاسلامية. وتم تعيين الشيخ نواف الأحمد الصباح أميراً للكويت خلفا للفقيد، حيث سيؤدي أمير الكويت الجديد اليمين الدستورية اليوم (الأربعاء).

تصدر خبر وفاة أمير الكويت، الذي كان يتلقى العلاج في أحد المستشفيات الأمريكية إثر تدهور حالته الصحية، الإعلام الخليجي والعربي والإسلامي العالمي. كون الفقيد، رحمه الله، قيادة تحظى بالاحترام والتقدير في كافة الأوساط العالمية ونعاه قادة الأمة..


مرت أربعة عقود شهد فيها الشيخ صباح، رحمه الله، على أحداث تاريخية كبرى في بلاده والمنطقة والعالم أجمع.

وكان الشيخ صباح (91 عاما)، دخل مستشفى بالولايات المتحدة في يوليو الماضي للعلاج بعدما خضع لجراحة بالكويت في نفس الشهر. ويعتبر الفقيد الأمير الخامس عشر للكويت، والخامس بعد استقلال بلاده.. وعبرت القيادة السعودية عن حزنها العميق لوفاة أمير الكويت؛ إذ فقدت المملكة بوفاته، شريكاً رئيساً وداعياً ووسيطاً لحفظ الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط عموماً ومنطقة الخليج.. وقدرت المملكة على الدوام المواقف الأخوية المشرفة للشيخ صباح الأحمد تجاه المملكة في كل ما واجهته من تحديات ومنها استجابته، لدعوة المملكة لانضمام دولة الكويت إلى تحالف دعم الشرعية في اليمن.

وأكد الخبراء أن الشيخ صباح لعب دوراً حاسماً في إتمام الاتفاقية الملحقة باتفاقية التقسيم واتفاقية المنطقة المغمورة المقسومة لاستئناف إنتاج البترول من الحقول المشتركة، وحرصت المملكة على أمن واستقرار الكويت، وستستمر في دعمها القيادة الكويتية الجديدة في مواجهة مختلف الأزمات والتحديات المستقبلية؛ كون المملكة والكويت ترتبطان بعلاقات تاريخية راسخة ومتجذرة، تنبع من رؤى وتلاحم ومصير مشترك. والتاريخ يزخر بصفحات من البطولة والمواقف المشرفة. كما ترحب المملكة وتساند من تختاره الأسرة الحاكمة في الكويت أميرا للبلاد، خلفاً للشيخ صباح، ومن يتم اختياره لمنصب ولي العهد، ولن تتوانى في تقديم الدعم اللازم لشقيقتها الكويت في شتى المجالات.

بدأ الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حياته السياسية الأولى، وتمرس في العمل العام ولم يكن قد تجاوز الـ25 عاماً من عمره عندما تم تعيينه في 19 يوليو عام 1954 عضواً في اللجنة التنفيذية العليا التي عهد إليها مهمة تنظيم مصالح ودوائر الحكومة الرئيسية ووضع خطط عملها ومتابعة تنفيذ تلك الخطط.

وفي عام 1955، تولى منصب رئيس دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل، كما تولى تنظيم العلاقة بين العمال وأصحاب العمل، وأولى اهتماماً بالفنون وعلى رأسها المسرح، وأنشأ أول مركز لرعاية الفنون الشعبية في الكويت عام 1956، ثم في 1957 أضيفت إلى مهماته رئاسة دائرة المطبوعات والنشر، إذ عمل على إصدار الجريدة الرسمية للكويت «الكويت اليوم»،. العالم ينعي «أمير المواقف النبيلة».. الكويتيون يبكون.. والسعوديون يُعزون.. والشيخ نواف يؤدي اليمين اليوم.. صوت الحكمة يغادرنا بهدوء.. وانتقال سلس للسلطة.