-A +A
إبراهيم علوي (جدة) i_waleeed22@
مجرمون لا يلبسون الأقنعة السوداء ولا يخفون وجوههم ولا يحملون أسلحة لإخافة ضحاياهم، وأطلق على جرائمهم اسم «جرائم الياقات البيضاء» لأول مرة عام 1993، إذ يتعامل الجناة مع الوقائع بذكائهم وعقلياتهم وبنغم هادئ يصعب اكتشافه، ويتقلد البعض منهم مواقع مهمة ومسؤولة أظهرتها البيانات الأخيرة.

عرّفت نظرية «إدوين ساذيرلاند» مجرمي الياقات البيضاء بأنهم ذوو دوافع إجرامية مختلفة عن بقية المجرمين، فغالباً ما يكون مجرمو الياقات البيضاء أثرياء أو في مواقع مهمة هدفهم المال، ينتهجون لأجله دروبا مختلفة كالاختلاس وغسل الأموال والرشوة لتحقيق مكانة مرموقة في المجتمع أو نفوذ كبير، ويستغلون الجاه والاسم العائلي والمركز الاجتماعي للوصول إلى أهداف غير مشروعه.


وتهدف جرائم الياقات البيضاء إلى التكسب المادي السريع الضخم غير المشروع باستغلال السلطة والنفوذ دون أي مظاهر للعنف وعبر رسم مظاهر الثراء والبذخ، وتتضمن جرائمهم تحريفاً في طريقة كسب الأموال ومصادر الدخل لطمس حقيقة منشأ الأموال التي يكسبونها.

ويعرف أصحاب الياقات البيضاء بإصرارهم على ترويج الفرص والأنشطة الاستثمارية الوهمية والاحتيالية كغطاء لهم لخداع الآخرين وحجب مصدر نشاطهم الأصلي في جرائم غسل الأموال، مع عدم وجود عمل واضح لهم، يصحب تلك الاستثمارات الوهمية المبالغة في العائدات المحتملة والكسب لإحلال الطمأنينة في نفوس الضحايا.

وتعد جرائم غسل الأموال من أبرز الجرائم التي يرتكبها أصحاب الياقات البيضاء، ولهذه الجريمة آثار مدمرة على الاقتصاد عبر استبدالها بإحدى العملات الأجنبية، فتفقد الدولة هذه الأموال من الناتج القومي.