-A +A
«عكاظ» (مانيلا) OKAZ_online@
المصائب لا تأتي فرادى! ففيما أدت عمليات الحجر المنزلي والإغلاق الكامل إلى كبح تفشي فايروس كوفيد-19، إلا أنها فتحت الباب لزيادات مفزعة في الإصابة بفايروس حمى الضنك، في بلدان منطقة جنوب شرق آسيا، حيث تعرف حمى الضنك بـ«حمى تكسير العظام»، في إشارة إلى آلام المفاصل الحادة التي تحدثها. فقد سجلت الإصابات بحمى الضنك، التي ينقلها البعوض، ارتفاعاً كبيراً في المناطق المدارية، التي تتهيأ أصلاً لموسم تفشي هذا المرض. فقد أعلنت سنغافورة تسجيل 165 إصابة يومياً خلال الأسبوع المنتهي في 13 يونيو الجاري. وقالت إن 11166 شخصاً أصيبوا بحمى الضنك خلال الفترة من أول يناير حتى 15 يونيو الجاري. وعادة ما يستمر موسم تفشي حمى الضنك من يونيو حتى أكتوبر سنوياً. وتعيش أنثى البعوض الناقلة لفايروس حمى الضنك في المياه الراكدة المحيطة بالأحياء السكنية في مدن جنوب شرقي آسيا. ورجحت منظمة الصحة العالمية أن تفاقم الإصابات بحمى الضنك قد يكون ناجماً عن حجر السكان في منازلهم لكبح تفشي مرض كوفيد-19، ما منعهم من مكافحة تكاثر البعوض في محيط مساكنهم. وقالت مديرة إدارة الأمراض المنقولة من الحيوان بوزارة الصحة الإندونيسية ستي نادية ترميزي إن إندونيسيا رصدت 64 ألف إصابة بحمى الضنك منذ مطلع 2020، بزيادة نحو 60% عن إصابات العام 2019. وأضافت أن جزيرة بالي، وهي مقصد للسياح من حول العالم، سجلت أخيراً 9 آلاف إصابة بحمى الضنك. وفي كوالالمبور، أعلنت وزارة الصحة الماليزية أن عدد الإصابات الأسبوعية بحمى الضنك قفز إلى 1927 إصابة. وتوقعت أن تستمر هذه الموجة حتى سبتمبر القادم. غير أن الفلبين وتايلاند نجحتا في منع تفشي حمى الضنك خلال هذه الفترة الأخيرة، من خلال الإجراءات الوقائية المكثفة. ويرى العلماء أن ما يعرف بـ«مناعة القطيع» سجلت نسباً مرتفعة في هاتين الدولتين اللتين تتفشى فيهما حمى الضنك منذ عقود، فيما لم تبلغ «مناعة القطيع» تلك المستويات الكبيرة في سنغافورة وإندونسيا حتى الآن.