-A +A
عبدالكريم الذيابي (الطائف) r777aa@

لم يتوقع أحمد بن مسفر المالكي (موظف أشعة) وهو يطالع الأسماء التي وردت إليه لإجراء إشعة سريعة للتأكد من إصابتهم بـ«كورونا» أنها لابنه إياد ١١ شهراً كأصغر مصاب، ولوالدة زوجته ٥٨ عاماً.

شعور غريب وخوف ورهبة اختلطت أمامه، عاجزاً عن وصف قصته الغريبة لـ«عكاظ»، متماسكا بـ«الحمد لله على قضائه وقدره»، ومستكملاً: «ذهبت لمشاهدة طفلي للتأكد من أن الأمر ليس تشابها في الأسماء، وبالفعل اتضح أنه «إياد»، فلذة كبدي جاء عبر طوارئ المستشفى أثناء فترة خلودي للنوم في أحد المواقع التي خصصتها صحة الطائف لمنسوبيها العاملين في الخط الأول لمكافحة «كورونا» تفاديا لنقل العدوى لأسرهم منذ بدء الجائحة.

ويقول المالكي: «الإصابة بدأت بوالدة زوجتي وشقيقتها وزوجتي، حين ذهبن يوم الـ ٢٨ من رمضان إلى سوق البلد لشراء مقاضي العيد، وبعد عودتهم للمنزل بـ٣ أيام بدأت الأعراض تظهر على والدة زوجتي بارتفاع الحرارة وألم في العظام وفقدان لحاستي الشم والذوق، ثم انتقلت الأعراض بعدها بيومين لـ«إياد»، ثم تصاب زوجتي (٢٩ عاماً) وشقيقتها (١٦ عاماً)، وصولاً لابنتي ميار (١١ عاماً)، وبقية العائلة وعددهم تسعة أشخاص من الذكور والإناث، عدد منهم يتلقى الرعاية الطبية في مستشفى الملك فيصل والآخرون تم عزلهم في منازلهم وهم تحت المتابعة المستمرة».

ووجه المالكي نداءً لكافة المواطنين بأخذ الحيطة والحذر وعدم ارتياد الأسواق إلا للضرورة القصوى، مع أهمية ارتداء الكمامات والقفازات والتعقيم أولاً بأول وتجنب التجمعات.

وأشار إلى أنه عزل نفسه عن أسرته منذ بدء الجائحة بحكم عمله في الأشعة على المرضى خوفاً من نقل العدوى لأبنائه، ولم يشاهدهم إلا عن بعد طيلة الشهرين الماضيين أو عبر الاتصال بالجوال، وإذا وجد فترة استراحة من عمله خلد للنوم في أحد المواقع المخصصة لأبطال الصحة ليعاود نشاط عمله.