-A +A
فهيم الحامد (الرياض) falhamid2@
في الحادي والعشرين من يونيو 2017، بويع الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، ليصبح أحد صناع القرار في المحافل الدولية، مبرزاً سياسات المملكة الرافضة للإرهاب والداعمة لقيم التسامح والوسطية والاعتدال، ومعززاً لمبادئ الأمن والسلم العالمي، ومعيداً تموضع المملكة في محيط دول مجموعة العشرين لينجح في أن تتولى المملكة رئاسة قمة مجموعة العشرين في نوفمبر القادم في المملكة؛ لتقود الرياض أكبر وأقوى مجموعة اقتصادية وسياسية في العالم.

إنها ثلاث سنوات قصيرة في الزمن إلا أنها تراكمية في العطاء والإنتاج نقل خلالها الأمير محمد بن سلمان المملكة لمصاف العالم كقوة مؤثرة وصناعة قرار في المشهد العالمي.


لقد رسم ولي العهد خارطة طريق واضحة المعالم على الساحة الدولية ونجح في تغيير الصورة النمطية للسعودية عما ألفه العالم، التي تختزل المملكة في برميل النفط مستبدلاً ذلك برؤية 2030 والتي تعتمد على سياسة التنوع وعدم الاعتماد على النفط ومزاعم التطرف بمبادئ التسامح والاعتدال ونبذ الإرهاب ونقل المملكة إلى عالم ما بعد النفط عبر رؤية 2030 التي قدمها للعالم.

لقد تابع المجتمع الغربي بإعجاب المتغيرات المتسارعة الإيجابية منذ 2017 في هيكلة الدولة والإصلاح المجتمعي وهي تغييرات غير مسبوقة في إطار تنفيذ الرؤية 2030، وظهر الأمير محمد بن سلمان كقائد سياسي واقتصادي ومجتمعي مكّن المرأة، وأعطاها حقوقها المتكاملة ودعم الشباب.

لقد شهدت المملكة في الأعوام الثلاثة الماضية سياسة اجتماعية أكثر انفتاحاً على العالم وعدم الاعتماد على النفط، وذلك من أجل نمو الاقتصاد السعودي وتنوعه ليكون واحداً من أكبر اقتصادات العالم، وأصبح الدور الذى يلعبه الأمير محمد بن سلمان في المشهد السياسي العربي شديد الوضوح، حيث قاد عملية عاصفة الحزم كونه وزيراً للدفاع ضد مليشيا الحوثي المدعومة من إيران فى اليمن. وفي الخامس والعشرين من مارس 2015، أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية عن التدخل عسكرياً في اليمن استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بهدف دعم عودة الشرعية وألجم الأمير محمد بن سلمان النظام الإيراني.

وأدرك قادة الدول العربية طموحاته فى المنطقة بتعزيز العمل العربي المشترك ومنع التدخلات الإيرانية في الشؤون الخليجية والعربية. وحاز ولي العهد على اهتمام أكبر في الصحافة العربية والعالمية خصوصاً عندما أطلق في نوفمبر من العام 2017 حملة واسعة النطاق لمكافحة الفساد التي استعادت إلى خزينة الدولة العامة مبالغ بقيمة 100 مليار دولار تقريباً. توجه ولي العهد إلى الشرق عام 2019 وتحديداً نحو الصين والهند وباكستان مدشناً شراكات استثمارية بمليارات من الدولارات ضمن اتفاقيات مع هذه الدول، في إطار ماعرف بدبلوماسية التوجه نحو الشرق. ولي العهد صانع التغيير الذي سما علوّه أقصى قارات العالم ورسم مستقبل وطن لا يقبل إلاّ بمجد يعانق السماء. يمشي بخطوات ثابتة وواثقة نحو التغيير، ووضع بصمته الإيجابية، فهو يملك من القوة والتصميم والإرادة الصلبة، إنها كاريزما محمد بن سلمان، لا مكان للفشل والتقاعس.