الشيخ مبارك بن خليفة آل ثاني
الشيخ مبارك بن خليفة آل ثاني
-A +A
حوار: عبدالله آل هتيلة ahatayla2020@

أكد أن نظام «الحمدين» أصغر من أن يهز أمن واستقرار مصر

الحرس الثوري الإيراني يعذب الشرفاء في الدوحة

مهاجمة مصر بأوامر من تركيا و«الإخوان»

ثوبنا خليجي.. ولن نقبل الاحتلال التركي الإيراني

مستمرون في مجابهة نظام «الحمدين» حتى يسلّم السلطة صاغراً

أكد الشيخ مبارك بن خليفة آل ثاني، أحد أفراد الأسرة الحاكمة في قطر، أن الوضع الحالي بعد مؤامرات ومخططات نظام «الحمدين»، لاستهداف أمن الدول واستقرار الشعوب لا يسر كل محب لدول مجلس التعاون الخليجي، ودول المنطقة بشكل عام. وقال إن أهالي قطر الأصليين بمن فيهم أسرة آل ثاني يتألمون في اليوم ألف مرة، لأن ما أقدم عليه النظام من حماقات لا يمثلهم ولا يرضيهم، ولا يعكس توجهاتهم نحو الشعوب الخليجية والعربية، التي يلتقون معها في النسب والمصير المشترك منذ الأزل.

وأوضح في حديثه لعكاظ، أن ممارسات النظام القطري، وبخاصة بعد أن ارتمى في أحضان إيران وتركيا وبعض الأحزاب الإرهابية مرفوض تماماً من الشعب القطري الأصيل المغلوب على أمره، خاصة بعد أن وصل الأمر إلى إهانة النساء، واحتجاز الأطفال ومنعهم من التواصل مع آبائهم الذين هربوا من بطش النظام الفاسد، مؤكداً أن نظام الحمدين أصغر من أن يهز أمن مصر، التي سجلت مواقف تصب في مصلحة العرب والمسلمين.

وتطرق الشيخ مبارك بن خليفة إلى ممارسات النظام القطري وإصراره على التنكيل بالشعب من خلال الحوار التالي:

• بعد مؤامرات ومخططات نظام «الحمدين» وإصراره على مواصلة تنفيذها، كيف هو حال قطر اليوم؟

•• النظام أصبح اليوم مسلوب الإرادة ومغلوباً على أمره، ولم يعد يتحكم في القرارات، وبات مسيراً من قبل الأدوات التركية والإيرانية ورموز جماعة الإخوان الإرهابية وعزمي بشارة، ونصيحتنا له، أنه إذا كان غير قادر على إدارة قطر، وبما يتماشى مع توجهات القطريين فعليه أن يتخلى فوراً عن إدارته المزعومة وحكمه الصوري الهش، خاصة أن من بين أسرة آل ثاني من هو أكفأ منه، وقادر على إدارة قطر، وإعادتها إلى الحضن الخليجي، وتحقيق مصالح الشعب، وطرد المرتزقة الذين يديرون قطر وفق مصالحهم.

• من يدير قطر؟ وهل تقصد أن النظام الحالي لم يعد متحكماً في تسيير أمور الدولة؟

•• لم يعد خافياً، أن إيران وتركيا تسيطران على قطر بتواطؤ من عزمي بشارة الذي فُرض على تميم من جهات معينة ليسيره كيفما يشاء، وبما يؤزم المواقف ويطيل أمد الخلافات ويعمقها مع الأشقاء الخليجيين والعرب، ورغم حالة البؤس التي يمر به نظام «الحمدين» ما زال مصراً على تنفيذ مخططاته الإجرامية ومؤامراته الإرهابية بحق دول المنطقة، لأنه مجرد منفذ لأجندات إيرانية تركية إخوانية لا تريد الخير للشعوب الخليجية.

النظام القطري يقتل الأبرياء

• أشعر بمدى ألمك من وضع قطر.

•• أطالب الدول والشعوب بألا تحمّل أبناء قطر مسؤولية هذه الممارسات التي لا يمكن أن يقدم عليها إلا نظام فقد السيطرة على إدارة بلاده، وأصبح رهينة في أيدي دول نصبت العداء لكل ما هو خليجي وعربي.

• طالما فقد السيطرة على إدارة البلاد، كيف حال الشعب القطري في الداخل؟

•• النظام يوصف اليوم بالبوليسي، يزج بكل من يخالف توجهاته في السجون، دون مراعاة لتعاليم الإسلام، وحقوق الإنسان، والمواثيق الدولية، التي تكفل للشعب القطري الحياة الكريمة بعيداً عن التهديد والوعيد، في وقت يتمتع الآلاف من الأتراك والإيرانيين ورموز الإخوان بالرفاهية التي تصل إلى تمكينهم من الاستحواذ على الاقتصاد والتحكم في معيشة كل قطري ما زال داخل بلاده، محروماً من حقوقه، والكل يعلم بأن هذا النظام الإرهابي قتل فهد بوهندي في سجنه، وقتل قبله أحد أفراد أسرة آل ثاني بعد أن تم إخفاؤه في ثلاجة الموتى بأحد المستشفيات، ولولا وفاة أخته لما تم الكشف عن وفاته، بعد أن لاحظ الطبيب تطابق البيانات، وكانت أسرته تعتقد أنه ما زال في السجن.

أغلق الحسابات البنكية وصادر الصكوك

• من هو الشيخ الذي قتله النظام من أسرة آل ثاني؟

•• الشيخ تميم بن جاسم آل ثاني، وغيره ممن لا تزال السجون تكتظ بهم، وتمارس ضدهم أشد أنواع التعذيب والإهانات، عن طريق عناصر غير قطرية، تتلذذ وهي تمارس أبشع طرق التنكيل بكل من يعارض نظام «الحمدين»، الذي تخلى عن عروبته، وأصبح رهيناً لعناصر تركية وإيرانية.

• كيف تصلكم هذه الأخبار، وما يمارس ضد أبناء الشعب القطري؟

•• النظام أصبح مفضوحاً وممارساته مكشوفة، حتى وإن اعتقد أنه قادر على تزييف الحقائق، ولا أريد أن أتحدث عن كثير من الوقائع حتى لا يقال إننا نهاجم هذا النظام الأحمق من أجل مصالح شخصية، ولعلمك أغلق النظام حساباتنا البنكية، وما زلنا عاجزين عن الاستفادة منها.

الأجانب يتحكمون في قرارات الدولة

 • ألم تعد قطر للقطريين؟

•• للأسف منذ سنوات طويلة هي للغريب، والشعب مغلوب على أمره، والبعض يجامل أو صامت خوفاً على حياتهم وممتلكاتهم، وتصلنا الأخبار من شيوخ آل ثاني الذين غادروا قطر، أما من هم في الداخل فهم تحت المراقبة من عناصر غير قطرية ترصد اتصالاتهم وتحركاتهم، ومن يكتب له السماح بالسفر لفترة قصيرة يستخدم أرقاماً غير قطرية للتواصل معنا.

• اجتمعتم مع عدد من أفراد أسرة آل ثاني في إحدى العواصم الأوروبية لتشكيل جبهة معارضة ضد نظام «الحمدين» إلى أين وصلتم؟

•• اليوم يعيش النظام القطري عزلة خليجية وعربية وإسلامية غير مسبوقة، خاصة أنه ما زال يصر على إرهابه وإجرامه بحق الدول والشعوب، ونحن ما زلنا نعمل في هذا الاتجاه، ولا نستغني عن الأشقاء، وهناك مؤتمرات وندوات وتنسيق مع الهيئات والمنظمات الحقوقية العالمية لفضح هذا النظام وممارساته بحق الشعب القطري، وقضايا الغفران والشيخ طلال مثارة حالياً.

تركيا تحمي «الإخوان» في الدوحة

• ما زال النظام القطري ومن خلال أذرعه الإعلامية في الدوحة وطهران وإسطنبول وبعض العواصم، يشن حملات مغرضة على بعض الدول وبخاصة المملكة ومصر والإمارات والبحرين، كيف تفسر ذلك؟

•• هذا دليل على أن نظام «الحمدين» فاقد للسيطرة، وأنه أضحى رهينة وأداة بأيدي تنظيم الإخوان الإرهابي، الذي تتواجد عناصره بكثرة في الدوحة، وتحت حماية تركية. وكلنا نعلم أن هذه العناصر تجد مصلحتها في البقاء من خلال استمرار استقصاد هذه الدول التي أنهت وجودهم الإجرامي المخرب، رغم الحماية التي يتمتعون بها من نظام «الحمدين»، يتقدمهم كبيرهم الإرهابي يوسف القرضاوي. وأؤكد من خلال صحيفة «عكاظ» أننا لم ولن نقبل ممارساتهم لأنهم أساؤوا لأشقائنا الخليجيين والعرب، وتحديداً في مصر وليبيا وسورية، وتعاونوا مع المنظمات الأحزاب الإرهابية، التي لا تزال تنفث سمومها في بعض دول المنطقة.

• وهل ترى أن مقاطعة قطر كدولة راعية للإرهابيين جاءت بنتائج إيجابية؟

•• نحمد الله لم تعد هناك تفجيرات للمساجد والمجمعات السكانية كما كان في السابق، لأن مقاطعة النظام القطري حدت من دعمه لداعش والقاعدة وجبهة النصرة، وصادرت إرهابه الذي كان يعتقد أنه يحقق أهدافه من خلاله.

الناصحون زج بهم في السجون

• كيف كنتم تراقبون بدايات تغلغل تنظيم الإخوان في قطر؟

•• تعاملنا بالنوايا الطيبة، ولم نكن نعلم توجهاتهم ونواياهم، واتضحت لنا الصورة بعد أن ظهرت على السطح مخططاتهم لتنفيذ أجنداتهم في قطر وبعض الدول الأخرى، ولكنهم في قطر وجدوا من يحتضنهم ويحميهم ويقدم لهم الدعم، بينما في دول أخرى تم طردهم باعتبارهم خطراً على أمن الدول وشعوبها، والأدلة كثيرة.

• هل حاولتم تقديم النصح للنظام القطري من مغبة التعامل مع تنظيم الإخوان؟

•• الطرد من قطر، والتنكيل والإساءة، وسجن المئات إن لم يكون الآلاف هو بسبب ما يثار في المجالس بشكل علني، عن حالة عدم الرضى من التواجد الإخواني وخطره على مستقبل قطر، والعلاقات مع الأشقاء في الخليج، وبالمناسبة كانت تعقد اجتماعات في مجالسنا، نناقش من خلالها خطورة هذا التنظيم على قطر إلى درجة أن المحسوبين على نظام «الحمدين» تبرؤوا من مجالسة كل من ينتقدون النظام. ولأن ما يناقش في مجالسنا وصل إلى أجهزة النظام فقدنا حقوقنا وصودرت صكوكنا فلم نستطع استخراج رخص بناء منازل يسكن فيها أقاربنا، ويشهد الله أنه لا يهمنا كل هذا بقدر ما نبحث عن مصلحة الشعب القطري، والعودة إلى الحضن الخليجي والعربي، وبخاصة مع المملكة لأننا عائلة واحدة منذ عهد أجدادنا المؤسسين الملك عبدالعزيز وجدي جاسم، اللذين تربطهما مودة ومحبة وأخوة، يضاف لها الترابط بين الشعبين بالنسب والألفة، فلا يمكن لنظام «الحمدين» أن يصادر كل هذا الرصيد بين يوم وليلة، ولن يقبل آل ثاني ولا الشعب القطري ذلك مهما كانت التضحيات.

مصر أكبر من ترّهات نظام «الحمدين»

• وصل عداء النظام القطري إلى مصر وشعبها، وما زال يحاول يائساً زعزعة أمنها واستقرارها، لماذا؟

•• مصر أكبر من أن ينالها نظام «الحمدين» لأنه أضعف من ذلك بكثير، وهو الآن يهاجم مصر صاغراً تحت ضغط من التنظيم الإخواني وتركيا، ولن يحقق أهدافه، بحكم ما يربط المملكة والإمارات والبحرين بمصر من علاقات أخوية، إضافة إلى التداخل الأسري بينها، وللأمانة لا يمكن لأحد أن يستغني عن مصر لما لها من مكانة سياسية وعسكرية.

• وصل الأمر بالنظام القطري إلى التلذذ بتعذيب النساء، في تصرف يكشف سقوطه الأخلاقي، لماذا لجأ إلى هذا الأسلوب؟

•• بالضبط، وهذا يعكس أخلاق تنظيم «الحمدين»، وللإيضاح ابني حمد برفقتي الآن خارج قطر، وأبناؤه الخمسة تم القبض عليهم في الدوحة، ورفضوا سفرهم إلى والدهم، فلك أن تتخيل نظاماً وصل إلى هذه القسوة، كيف له أن يكون مسؤولاً عن شعب يعيش أسوأ الظروف وأقساها، وتحت رحمة الأجنبي.

• هل هذا نوع من الضغط، وإجباركم على العودة إلى قطر؟

•• نعم، ولكن قطعنا على أنفسنا عهداً مع بقية أفراد آل ثاني بألا عودة مهما مورست علينا من ضغوط، ويعلم الله لو وصل الأمر بالنظام القطري إلى قتل أبنائنا الذين يعيشون في قطر ما عدنا للحياة في وطننا المحتل من قبل النظامين التركي والإيراني.

شرفاء العرب هربوا من دوحة الإرهاب

• نظام «الحمدين» يحاول أن يصور للعالم أنه لم يتأثر بالمقاطعة اقتصادياً، ولأنكم تراقبون ما يحدث في الداخل القطري، كيف هو حال قطر اليوم؟

•• للعلم نصف مستأجري العقارات في قطر لم يسددوا الإيجارات، بل رفضوا ذلك علناً، وغالبية الطيارين القطريين فصلوا من وظائفهم بحجة ألا حاجة لخدماتهم، ومن هم في الداخل يتذمرون من الأوضاع المتردية، وغالبية الموظفين المصريين غادروا قطر.

• هذا يعني أن قطر تمر بظروف صعبة؟

•• للأمانة لم يعد الوضع كما كان عليه، حيث غلاء الأسعار الفاحش من قبل التجار، والضحية هو المواطن القطري، الذي عليه أن يقبل بالوضع دون نقاش. وهذا يتطلب تحركاً قطرياً من الداخل لإعادة دولتنا المنهوبة من الأتراك والإيرانيين والتنظيم الإخواني، ونحن في الخارج جاهزون للتحرك، خاصة أن من يسكنون قطر اليوم لا يفرقون بين أهل قطر وغيرهم، ولا تهمهم إلا مصالحهم، ولا يعترفون إلا بالنظام ورموزه.

• من هم الذين لا يفرقون بين القطري والآخرين؟

•• الحرس الثوري الإيراني والضباط والأفراد الأتراك، الذين يتواجدون في الشوارع والأحياء، ويقمعون ويعذبون كل من لا يروق لهم، بل ويمارسون الظلم ويلفقون الاتهامات بحق كل من يعترض على الإجراءات والقرارات التعسفية، التي لا تستهدف إلا أهالي قطر الأصليين.

نظام «الحمدين» مطالب بالتنحي

• كيف ترى مستقبل قطر؟ وما هي نصيحتك لنظام «الحمدين»؟

•• أؤكد لك أن هذا النظام أصبح اليوم مسلوب الإرادة، ولا يدير أمور الدولة، وأمير قطر تميم مجرد صورة وضع رأسه في «الربقة»، وأقصد أصبح مصيره بيد إيران وتركيا وتنظيم الإخوان، بعد أن وقفوا معه من أجل تحقيق مصالحهم وتنفيذ مخططاتهم في زعزعة أمن واستقرار المنطقة. ونصيحتي للنظام القطري، أنه إذا لم يعد قادراً على إدارة شؤون الدولة، أن يعلن ترجله، ويترك لغيره من آل ثاني من يتولى المهمة، ومن بينهم ولله الحمد من هو جدير ومؤهل سياسياً واقتصادياً، خاصة أن النظام الحالي ظهر على حقيقته، وثبت إفلاسه وفشله في التعامل مع الكثير من القضايا على المستويين الإقليمي والعالمي، وإلا كيف لنظام أن يفرط في محيطه الخليجي وأمته العربية، متخلياً عن العهود والمواثيق.

• في اعتقادك.. لماذا تخلى النظام القطري عن كل هذه العهود والمواثيق؟

•• لأن لا عهد له، ولا يمكن الوثوق فيه، بعد أن سلّم قطر لأنظمة لا تريد الخير للعرب والمسلمين، وأساء لدول كانت وما زالت تتمنى الخير لقطر وشعبها.

• «الحمدان» أينهما اليوم، بعد أن وضعا قطر في أحضان إيران وتركيا ورموز الإخوان؟

•• في قطر، ويتنقلان من دولة إلى أخرى، لم يعد همهما قطر، بعد أن تسببا في تردي الأوضاع بمخططاتهما ومؤامراتهما الدنيئة بحق إخواننا في الخليج والعالم العربي، وبصدق تميم بالنسبة لهما دمية، وهما أداة للأتراك والإيرانيين.

• ماذا تود أن تقول وأنت تعيش بعيداً عن قطر؟

•• لن نخلع ثوبنا الخليجي، ولن نتخلى عن أشقائنا، ونعتذر عن كل الأعمال الإرهابية الخارجة عن إرادتنا التي ارتكبها نظام «الحمدين»، وأقسم بالله أن غالبية آل ثاني والشعب القطري غير راضين عن تصرفات النظام في قطر، الذي سيسقط لا محالة بعد أن ارتهن للنظامين التركي والإيراني. وأنا أتساءل: إذا كان ثوبنا واحداً ومذهبنا واحداً، ومصيرنا واحداً مع أهلنا في الخليج، فأين نذهب؟ إلى إيران أو تركيا، لا ورب الكعبة لن نرضى ذلك. فجدي ثاني بن قاسم كسرت يده في موقعة «الوجبة» وعقرت فرسه، من أجل طرد الأتراك، وها هو تنظيم الحمدين يعيدهم.. فمن يرضى بذلك؟