-A +A
«عكاظ» (جدة) Okaz_Online@
كلما ازدادت وتيرة انتشار فايروس كورونا في العالم، كان الرهان الأوحد على مكافحة المرض اسمه العزل والانعزال والحجر والبعد عن التجمعات، مادام المرض ما زال غامضا والدراسات بشأنه يشوبها النقص والقصور، والأطباء في المعامل يكثفون العمل ليل نهار من أجل تشخيص ماهية الفايروس من ناحية وكيفية التعاطي معه من ناحية أخرى. حتى فكرة الأنانية إن كانت لدى البعض، فإنها يجب أن تكون على شاكلة حماية النفس أولاً، وكلما تشكلت حماية النفس، عمّت حماية الجميع.

الشوارع التي ما زالت تنبض بحراك ليس له داع، عليها أن تعرف أن النبض المتزايد يعني مزيدا من الإصابات، فالخطوات التي تجثم على الأرصفة هي ناشرة للعدوى، والأقدام التي تدهس الأسفلت هي حاملة للمايكروب الذي ربما يكون هنا وهناك من مستهتر أو جاهل.


سارعت الدولة بفرض المزيد من الاحتياطات والإجراءات منذ اللحظة الأولى على أمل أن يرتفع سقف الوعي إلى المستوى الأعلى، خاصة بالنسبة للعائدين من الخارج، من بلاد عرفت بأنها موبوءة، فماذا حدث؟

الملاحظ أن البعض ذهب اعتياديا لمنزله، وخرج اعتياديا للشوارع، وتعايش مع الشارع والمحلات بلا وعي ولا مسؤولية، فلم يراعِ أهون معايير السلامة، ولا أقل متطلبات الوقاية له ولغيره، لامس عربات التسوق، وعطس في الشارع، وألقى مناديل محملة بالفايروسات في الهواء الطلق، لتتلقفها الأقدام الراجلة ويمتطيها الليموزين الطائر، من هنا إلى هناك، وتتلقفها أياد أخرى لا تعرف أن على أبواب المحلات فايروسا غامضا وخطيرا، هم أيضا لا يعبأوون بمعايير السلامة، فيختلط الحابل بالنابل، وننتهي إلى مصاب لا نعرف أين ذهب، ولا مسار خطواته ولا خارطة طرقاته.

يبقى الحل في العزل الصحي للأصحاء والحجر الصحي للمرضى والمصابين، حفاظا على صحتهم أولاً ومن يخالطون ثانياً، خاصة إذا كانوا من كبار السن والأطفال، ليصبح السؤال ما ذنب من عزل نفسه وتحوط في ظل استهتار وعدم وعي من لم يعزل نفسه ولم يتحوط؟! وعملت وزارة الصحة على عزل العديد من الحالات القادمة من خارج المملكة في مساكن ضيافة في العزل الصحي مباشرة من المطار، الذي بحسب الوزارة أثبت فاعليته في التصدي لنقل العدوى داخلياً.

وأوصت وزارة الصحة الجميع بالالتزام بجملة من التوصيات لسلامتهم وصحتهم، ولصحة المجتمع: وهي تجنب المصافحة، ومداومة غسل اليدين، والبعد عن التجمعات، بالإضافة لكل من قدم من خارج المملكة العزل الصحي لمدة 14 يوماً. وحذرت الوزارة من تفشي الشائعات، مشددة على أهمية الرجوع للمصادر الموثوقة وما تعلنه الوزارة.