جموع المصلين خلال تأديتهم صلاة الجمعة في الحرم المكي أمس.
جموع المصلين خلال تأديتهم صلاة الجمعة في الحرم المكي أمس.
-A +A
«عكاظ» (مكة المكرمة، المدينة المنورة) okaz_online@
أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي في خطبة الجمعة أمس، أن جبر الخواطر سجيةٌ تدل على سمو نفس صاحبها، ورجاحة عقله، وسلامة صدره؛ فلذلكَ كانَ الحظُ الأوفرُ منها، لسيِّدِ المُرسلينَ، فقد كان النبي الكريم أصلحَ الناس قلبا، وأصدقهم لسانا، وسع خُلُقُهُ الناسَ سهولة ورفقاً، وفاضت يداه بالعطايا كرماً وجوداً، فكان بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً، يجبر خواطرهم، ويتفقّد أحوالهم، ويسأل عن غائبهم، ويعود مريضهم، وكان لَا يَعِيبُ طعَامَا صَنَعَهُ آدَمِيُّ؛ لِئَلَّا يَنْكَسِرَ خَاطِرُهُ، وَيُنْسَبَ إِلَى التَّقْصِيرِ فِيهِ.

ولفت المعيقلي إلى أن جبر الخواطر، يدخل فيه البشاشة والتهنئة، والمصافحة والمعانقة، والمشاركة في سرور وفرح، أو في بكاء وترح، وشدد على أن أحكام الشريعة، جاءت بمراعاة الخواطر وجبرها، وتطييب النفوس عند كسرها، فشرعت الدية في قتل الخطأ؛ جبراً لنفوس أهل المجني عليه، وتطييباً لخواطرهم، واستُحبت التعزية لأهل الميت؛ لتسليتهم ومواساتهم، وتخفيف آلامهم، وفُرضت زكاة الفطر؛ جبراً لقلوب الفقراء، وليفرحوا بالعيد كما يفرح به الأغنياء فمراعاة المشاعر. وأضاف المعيقلي أن جبر الخواطر، جزء من شريعة الإسلام، وعبادة نتقرب بها إلى الرحمن، وصاحب النفس العظيمة، والقلب الرحيم، شفوق بإخوانه، رفيق بهم، يحب لهم الخير، كما يحبه لنفسه، ويجتهد لهم في النصح، كما يجتهد لنفسه، ويتسع صدره لهم، ويتجاوز عن هفواتهم، ويلتمس الأعذار لأخطائهم، ويجبر خواطرهم، ويطيب نفوسهم، وأما صاحب اللفظ الجافي، والقلب القاسي، فقد مضت سنة الله، أن ينفر الناس منه، فلا يقبل منه توجيه ولا دعوة، ولا تسمع منه نصيحة، ولا يرتاح له جليس، ولا يأنس به ونيس.


وفي المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، حذر إمام وخطيب المسجد الشيخ عبدالباري الثبيتي من تتبع العيوب والتجسس، مبينا أن النصوص الشرعية أكدت سد المسارب التي تفضي إلى انتهاك خصوصية المسلم فالتجسس هو أن يتتبع الإنسان أخاه ليطلع على عوراته بكل صور التتبع وأشكاله وتقنياته وأبعاده، وفي ذلك أذية وخطر جسيم على المسلمين أفراداً ومجتمعاً، فكم جرت من ويلات، وأفسدت من صلات، وبذرت شحناءً، وأرست بغضاً، وخربت بيوتاً، وفرقت أسراً.

وأشار الثبيتي إلى أن سوء ظن المسلم بأخيه المسلم يقود إلى ظلمة التجسس، ولا يزال سوء الظن بصاحبه حتى يقول ما لا يتبين، ويفعل ما لا ينبغي. وأكد أن الخصوصية التي حفظها له الإسلام وصانها، تقتضي ألا يستبيح حرمات الله وينتهكها في خلواته، فإن الله مطلع على سره ونجواه، لا يخفى عليه شيء، يعلم السر المستور الذي تخفيه الصدور.