-A +A
«عكاظ» (جدة)
الوعي بقيمة النقد وتقبله أمران حضاريان من شأنهما المساهمة في التقويم والإصلاح، ومنصات الجهات الحكومية على اختلافها منوطة بتقبل الملاحظات والآراء في ظل نهج الأبواب المشرعة التي تندب إليها الدولة دائماً، بيد أن حساب صحة الحدود الشمالية أو من كان يديره على وجه الدقة، نأى عن ذلك تماماً عندما لوح مهدداً الزميل الإعلامي منصور المزهم، الذي اقترح في تغريدة له أن يكون تكريم المعلمين بخدمات صحية جيدة تغني عن سفرهم للبحث عن العلاج خارج المنطقة، وغرد تعليقاً على مقطع لمدير صحة الحدود الشمالية عن المعلمين بالقول

الأعزاء في صحة الحدود الشمالية معلمو المنطقة لا ينتظرون منكم هذا المقطع وليس دوركم تسجيل مثل هذه المقاطع، إذا كُنتُم تريدون تكريم معلمي المنطقة فقدموا لهم خدمات طبية راقية تغني الكثير منهم عن السفر خارج المنطقة للبحث عن العلاج. الأمر الذي دفع بالقائم على الحساب بالتغريد مهدداً بتحويل التغريدة للجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية.


ولقي هذا الرد استهجان المتابعين ورواد "تويتر"، الذين تضامنوا مع الزميل المزهم الذي رحب بتحويل تغريدته للقانون، في وقت يفترض أن يرحب الحساب بالنقد ويتقبله، وأن يستوعب دور الإعلام وقيمته في الإشارة إلى مكامن السلبيات ونقدها، فضلاً عن حق العامة في الرد الذي تكفله الأنظمة، مع النأي بالحساب وغيره من الحسابات والجهات الأخرى عن مثل هذه الردود التي تلوح بالتهديد بطريقة مرفوضة وغير حضارية.

وفيما أثار الرد غضبة شريحة من المتابعين، تفاعلت وزارة الصحة ممثلة بمدير مكتب التواصل الإعلامي أنس الحميد، واعتذرت بشدة للزميل المزهم بحسب ما ذكره في حسابه، وشددواً على أن الإعلام ومنسوبيه شركاء داعمون لوزارة الصحة وأن التصرف فردي لا يمثل رأي الوزارة.