-A +A
زياد عيتاني (بيروت)
ziadgazi@

جاءت زيارة الأمير محمد بن سلمان لموسكو على قدر كبير من الأهمية عبر مسلكين، المسلك الأول في تعزيز العلاقات بين البلدين، والتي شهدت أخيرا تطورا إيجابيا كبيرا، تُرجم عبر أكثر من مجال سياسيّ واقتصاديّ. أما المسلك الثاني فهو مسلك دولي، فهذه الزيارة تأتي في مرحلة دقيقة يمر بها العالم، كما أنها تأتي بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى المملكة، وانعقاد القمة العربية الإسلامية الأمريكية، وصدور «إعلان الرياض» عنها، والذي شكل خريطة طريق لمحاربة التطرف والإرهاب، كـ«داعش» وأخواته، أو الصادر عن النظام الإيراني وميليشياته.


الواضح أن العلاقات الأمريكية الروسية تمر بمرحلة غير مستقرة، ولعل تصريح السيناتور ماكين بالأمس حول الخطر الذي يشكله بوتين على الاستقرار العالمي مؤشر واضح على توتر الخطوط ما بين واشنطن وموسكو، من هنا تكمن إستراتيجية الزيارة التي قام بها بها ولي ولي العهد إلى موسكو، فهو الذي يمتلك قدرة التواصل بين الطرفين؛ كونه يحوز على تقدير ومودة الطرفين الروسي والأمريكي، والاستقرار الدولي، والحرب على الإرهاب بكل منظوماته يحتاج إلى تضافر الجهود وإلى تحالف الكبار لمواجهة الأخطار الكبيرة، وهذا ما يمتلك ولي ولي العهد صياغته عبر وصل ما انقطع وترميم ما أفسد في العلاقات ما بين الكبار.

زيارة الأمير محمد بن سلمان، لموسكو أكدت محورية الحراك السياسيّ السعودي الخارجي، وتؤكد أيضا الفكر الإستراتيجي الذي يمتلكه الأمير الشاب في المبادرة، والتحرك لإيجاد الحلول، ولنسج التحالفات، بما يحقق المصالح في تعزيز الاستقراره والأمن. ولي ولي العهد بحراكه يؤكد أن أمن الشعوب في العالم أمن واحد، والحفاظ عليه يجب أن يأتي نتاج عمل واحد موحد.