-A +A
زياد عيتاني (بيروت)
ziadgazi@

في سياق الحديث عن الحكمة، والحكمة لطالما افتقدت قطر إليها في المواقف وفي القرار وفي الوفاء للأشقاء الخليجيين والعرب والدول الإسلامية على السواء، فليس بحكمة بمكان، أن تهادن القاتل وتبرر جريمته وتدعم الظالم على المظلوم، فالمهادنة في هذا الموقع شراكة كاملة بالجريمة. ملالي طهران ونظامهم امتهنوا قتل العرب والمسلمين في سورية ولبنان والعراق واليمن، واتخذوا الفتنة سبيلا لشق المجتمعات العربية. وكان ضرب الاستقرار عنوانهم، فكيف تكون الحكمة بالتقرب إليهم والتودد لهم فيما موقف الرجال والقادة يتطلب حزما وعزما بمواجهة المعتدي ونصرة المظلوم وتلبية استغاثة المقهورين. وهذا للأسف ما فعلته قطر.


سقط القناع عن القناع، فكان الموقف القطري واضحا، إذ انتصر للمجرم وخذل الشقيق والأمة، فكل استغاثات السوريين طوال كل تلك السنوات من كيد الملالي وميليشياتهم ونظام إيران وإرهاصاته كانت تضيع في الخديعة القطرية، فكل شعارات نصرة السوريين سقطت، فالقضية لم تكن لديهم وديعة بل وديعتهم هي التآمر لصالح إيران ونظامها.

نصبوا شبكة الخديعة بكل تفاصيلها إعلاما مغرضا وتنظيما إخوانيا هو المؤامرة بعينه، ادعوا الربيع العربي فسرقوا أزهاره ونادوا بالحرية فمولوا المعتقلات والسجون.

القناع كشف وجههم الحقيقي الذي دمغ على جبينه بعبارة متآمر، فالتاريخ يكتبه العمالقة، والأنظمة الوهمية لا تبنيها محطات تلفزة، بل تصنعها تضحيات رجال يؤمنون بالوطن وبرايته، فحب فلسطين لا يترجم بعلاقات مع المحتل يفتخر بها ودماء الأبرياء من السوريين والعراقيين لا يكون الوفاء لها بالدفاع عن القاتل.