-A +A
واس (الرياض)
اختتمت أعمال منتدى الغد الخامس الذي نظمته جمعية الغد على مدى اليومين الماضيين بعنوان ( معاً.. نبني الغد ) وذلك تحت رعاية الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض.

وشارك في المنتدى نخبة من النماذج الشبابية المبدعة اجتمعوا في لقاء مفتوح مع عدد من المختصين في مجالات الشباب بالمملكة لمناقشة موضوعات شبابية تسير وفق أهداف رؤية المملكة 2030، ونتائج الدراسة الوطنية الشاملة لقيم المواطن السعودي، وهويتنا الحضارية، والدور المتوقع من الشباب السعودي في قطاع النقل، والتربية الأسرية، والرياضة، إضافة إلى فتح حوارات ما بين الشباب وعدد من المسئولين في مجالات قضايا الشباب، واستطاع المنتدى استلهام فكر شباب الوطن بأن التنمية تتحقق بتنمية قيمنا العربية الإسلامية السعودية في هويتنا الحضارية ومسار الحياة وفقاً لمؤشرات القيم، وقصص النجاح التي تم تناولها عبر جلساته المتنوعة.


وفي جلسة "حوار الشباب " ألقى وزير التجارة والصناعة الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي كلمة قال فيها إن الشباب هم مصدر الإلهام وصناع الأمل ومرتكز تنمية الوطن، وبين أن الشباب السعودي ينتظرهم مستقبل واعد في ضوء رؤية المملكة 2030.

ودعا القصبي خلال الجلسة التي حضرها محافظ الهيئة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة الدكتور غسان السليمان، الشباب إلى التفاؤل والاستعداد للمستقبل بعزيمة وإصرار، وأن يبدأوا في أعمالهم التجارية، ويدركوا الفرص الاستثمارية، وكسر رهبة الخوف والفشل.

كما عقدت جلسة بعنوان "أسرتنا " شاركت فيها الأميرة تهاني بن عبدالعزيز بن عبدالمحسن بن مشاري المتخصصة في التدخل المبكر للأطفال الصم وضعاف السمع في مرحلة ما قبل المدرسة، وقالت إنه عندما يواجه الوالدان إصابة طفل معاق سمعياً تأخذ العمليات النفسية دورها وتتجه لمنع الآباء من أن يدركوا أشياء قد تسبب لهم ألماً فيمر الآباء بتجربة تختلف انفعالاتهم وأحاسيسهم عن الشيء الصادر لطفلهم، وبالتالي يتغير الجو الانفعالي داخل الأسرة وينشأ جو يشوبه شيء من خيبة الأمل عند ولادة طفل مصاب بعجز أو قصور في أحد حواسه.

وأضافت الأميرة تهاني بن عبدالعزيز بن عبدالمحسن بن مشاري أنه من هنا يقع الآباء في مراحل ردود الفعل الأولية والتي تتجلى واضحة بعد تشخيص حالة الطفل، وفي هذه المرحلة يكون الآباء والأمهات في ردود فعل متباينة حددها بعض الباحثين على سبع مراحل وهي مرحلة الصدمة ومرحلة والإنكار والأسى والحزن والغضب والشعور بالذنب والشعور بالاكتئاب ومرحلة التقبل.

وفي هذه الجلسة، أكد المتخصص الأسري والمؤلف الدكتور سلطان العثيم "أن أي بلد يستثمر في الإنسان فإنه يسير في المكان والزمان الصحيح وفي التوقيت الصحيح، وأكد على أهمية الذكاء المالي وكيفية الادخار للأسرة ووضع ميزانية لكي يعيش حياة متوازنة بين مصروفاته وبين ما ينفق لأن هذا الزمان لايمكن أن نعيش بعقلية اصرف مافي الجيب يأتيك ما في الغيب ولايمكن أن نعيش في هذه الثقافة وهذه قضية خطيرة جداً، لذا أهم ما يتم العمل عليه في الميزانية هو فكرة الادخار."

وخلال جلسات المنتدى، وصف المواطن خلوفة الشهري وهو أول سعودي أصم يكمل دراساته العليا أن حياته كانت صعبة في طفولته، وتحدث عن حياته حينما انتقل من أحضان أسرته الدافئة إلى عالم الغربة في معهد الأمل للصم لدراسة الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية، ثم انتقل بعدها لمواصلة دراساته العليا مع السامعين وواجهته حينها بعض الصعوبات التي أثرت على نفسيته لكنه "بالمثابرة والعزيمة والإصرار تجاوزها ونال الماجستير، وبقي له حلم العمر وهو الحصول على درجة الدكتوراة."