-A +A
فهيم الحامد (جدة)
FALhamid@

اتسم لقاء ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع مشايخ القبائل اليمنية أمس الأول في العاصمة السعودية الرياض، بالشفافية والصراحة والتلقائية والبساطة، إذ تحدث الأمير الشاب حديث القلب والعقل، من بلاد الإيمان ومهبط الوحي، إلى أصحاب الحكمة اليمانية، وعكس وبشكل واضح دعم السعودية غير المحدود لليمن، باعتباره عمق وأساس العرب وكل الأعراق الأصيلة تعود إليه.


حديث الأمير محمد بن سلمان جاء في توقيت مهم وحساس تمر به الأزمة اليمنية تتطلب توحيد صفوف القبائل اليمنية لدحر الانقلابيين من أرض اليمن، والتهيئة لإطلاق عملية تحرير العاصمة المحتلة من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، ليصبح اليمن حرا آمنا مستقرا ونظيفا تماما من الفكر الطائفي الإرهابي التي حاول نظام الملالي نشره في اليمن وأفشلته عاصفة الحزم التي لطمت إيران وأجهضت محاولاتها القميئة، وكسرت ظهر الانقلابيين والمخلوع صالح وكرست الشرعية اليمنية.

وليس هناك رأيان أن ميليشيات الحوثي وصالح المدعومة من نظام الملالي بالسلاح، ارتكبت خطأ لا يغتفر، بالمساس بالعمق العربي والانقلاب على الشرعية اليمنية، وتكريس الفكر الإرهابي الطائفي الإيراني في بلد عربي أصيل يرفض الشعارات الطائفية ويؤمن بالعروبة ويرفض أي فكر خارج عن العقيدة الإسلامية الصحيحة وينبذ الإرهاب بكافة أشكاله.

وعندما قال الأمير محمد بن سلمان مخاطبا مشايخ قبائل اليمن إن أكبر خطأ قام به العدو أنه حاول المساس بعمق وصلب العرب، وهو اليمن، فهو عكس جليا ليس فقط حرص السعودية، أو دول الخليج على الحفاظ على مكتسبات اليمن، بل أيضا نهوض واستنفار جميع الدول العربية لدعم الشرعية في اليمن، ورفض التدخلات الإيرانية القميئة في اليمن ولجمها.

لقد غيرت عاصفة الحزم الموازين الجيوإستراتيجية ليس فقط في اليمن بل في العالمين العربي والإسلامي واستطاعت بنجاح لجم التدخلات الإيرانية في اليمن وإرسال رسالة تحذيرية لنظام الملالي أن اليمن ليس سورية وأن التحالف العربي سيجتث الإرهاب الإيراني من اليمن. وانقلبت الطاولة على الحوثيين ومرتزقة صالح والمطلوب في المرحلة القادمة توحيد جهود المنظومة القبلية اليمنية والانضواء ودعم الشرعية في اليمن والتنسيق مع التحالف العربي لكي يتم تضييق الخناق على الحوثيين وصالح في العاصمة ويتم تحريريها بالكامل وإذا استنفرت القبائل ودعمت جهود الشرعية فإن النصر قادم كما أوضح الأمير محمد بن سلمان «إذا استنفروا ووقفوا سوف يقضون على العدو، ولن يقفوا حتى يكونوا في عقر دار العدو». وتابع «السعودية ودول الخليج وجميع أنحاء العالم العربي والإسلامي سيكونون بجانب اليمنيين».

واختتم ولي ولي العهد خطابه بعبارة لامست بقوة مشاعر الشعب اليمني عندما قال «نحن معكم في كل خطوة إلى آخر يوم في حياتنا كما كنا في السابق وكما سنكون في المستقبل». نعم السعودية حكومة وشعبا كانت ومازالت وستظل مع اليمن حتى يرث الله الأرض ومن عليها. والنصر قادم قريبا على الانقلابيين.