الدكتور حسن حجرة خلال تكريمه أمس من هيئة التخصصات الهندسية السعودية لفرع الطائف. (عكاظ)
الدكتور حسن حجرة خلال تكريمه أمس من هيئة التخصصات الهندسية السعودية لفرع الطائف. (عكاظ)
-A +A
عبدالكريم الذيابي (الطائف) okaz_online@
بعد أكثر من 25 عاما على مغادرته مقعد رئاسة بلدية الطائف أكد رئيس البلدية السابق الدكتور حسن حجرة أنه غادرها ولم ينهب شبرا واحدا من أراضي المحافظة.وكشف لـ«عكاظ» أنه نجح في حسم ملف التعديات على الأراضي البيضاء بوقوفه بنفسه على عمليات الإزالة، رغم أن لصوص الأراضي لطالما حاولوا التغرير به ومساومته لسرقة آلاف الأمتار، مبينا أنهم «كانوا يقولون لي خذ منها واتركنا يا حجرة، لكن الأمانة الوظيفية والمسؤولية هما الديدن الذي يجب أن يكون عليه أي مسؤول في الوظيفة الحكومية لمنعه من الانزلاق في هذا النفق».

واعتبر جرأته في الحق هي التي برأته حتى قبل أن يدلي بشهادته أمام وزير الشؤون البلدية والقروية السابق الأمير متعب بن عبدالعزيز عندما شكاه ستة أشخاص، وقال «وقفت أمامه وإذ به يقسم ثلاثا وقال لهم لو علمت أن حجرة نهب شبرا واحدا لفصلته من عمله».


ولفت رئيس البلدية الذي عاصر على مدى الـ12 عاما التي أمضاها في البلدية (من 1401-1413) خمسة وزراء للبلديات أنه نجح أيضا في معالجة ملف معالجة التشوّه البصري دون أن يستنزف ريالا واحدا من خزينة البلدية، وقال «كنت أتجول بمركبتي في الأحياء وعندما أشاهد منزلا يعاني من سوء الألوان ألتقي صاحبه وأعرض عليه تغيير الألوان وتوحيدها للأبيض مثلا، فهناك من يقبلون النصيحة لأرسل لهم على الفور خطاب شكر بكل التقدير والحب، وهناك معارضون أطلقوا علي لقب حجرة بويات، لكنني لم أعرهم اهتماما».

وفي واقعة أخرى عارضه البعض في إطار توسعة شوارع الطائف وإزالة الأعتاب، إذ شكوه لسماحة المفتي لوضعه أرصفة حول مسجد العباس، مضيفا «بررت له أنها بهدف الاتساع لأكبر عدد من المارة ليكسبوا الأجر في السير للمساجد دون مضايقة المركبات، واقتنع بالرد».

وروى تفاصيل لقائه مع الملك فهد، رحمه الله، إذ «استدعاني وسألني عما ينقص حديقة الملك فهد في الطائف، التي كانت أول حديقة تأسست في المملكة، فأخبرته أنها تحتاج توسعة، إضافة إلى السماح للعوائل دون فصل الرجال في يوم والنساء في يوم آخر»، مبينا أن الملك فهد وجه فورا بذلك ونزع الملكيات التي تحاصر الحديقة، وتم شراء أولى شتلات زهور من الخارج.

وأشار إلى أن المناطق التي واجهته فيها صعوبة تمثلت في فتح طريق وج وتأسيس أكبر عبارة سيول وقتها وكذلك الطريق الدائري وطريق الهدا والشفا وعقبة المحمدية التي حرصت فيها البلدية على زراعة الأشجار والمسطحات الخضراء، إلى أن تضاعفت مساحات المسطحات الخضراء 10 أضعاف سكانها، إذ كانت الطائف يقطنها نحو 450 ألفا، فيما المساحات الخضراء بلغت أكثر من 650 ألفا بفضل الحدائق واستزراع حتى الحجر، ولهذا أطلقوا عليه لقب «حسن حجرة صديق الشجرة».

وذكر حجرة، الذي يشغل حاليا منصب مستشار بهيئة السياحة والآثار، أنه تم تأجير مبنى البلدية الذي كان في باب الريع، والانتقال موقتا لشارع أبوبكر، إذ كان عائد التأجير يدخل لخزينة البلدية، وتم تحويله لاحقا لبناء مبنى البلدية الحالي في النسيم.