النفط..قبضة سعودية راجحة
النفط..قبضة سعودية راجحة
-A +A
حسن باسويد (جدة) baswaid@

أكد خبير الشؤون الدولية في صحيفة التليغراف اللندنية كون كولين في مقال نشره معهد «غيت ستون» الأمريكي أن رفض روسيا التوصل إلى اتفاق مع المملكة العربية السعودية بشأن حصص النفط العالمية قد يكون له في نهاية المطاف تأثير كارثي على طموحات الكرملين طويلة المدى في توسيع نفوذها في الشرق الأوسط.

وأضاف أن الانخفاض الكبير في قيمة أسواق الأسهم العالمية الأسبوع الماضي كان مدفوعًا جزئيًا بقرار موسكو إنهاء تعاونها مع السعوديين للموافقة على أهداف جديدة لإنتاج النفط، وهو إجراء كان متفقا عليه للحفاظ على أسعار النفط العالمية عند مستوى ثابت.

وأشار الكاتب إلى أنه من الواضح أن الرد السعودي لإطلاق حرب أسعار النفط ضد موسكو، لم يكن النتيجة التي توقعها بوتين، وبالتالي بدلاً من ضمان حصة روسيا في السوق في سوق النفط العالمية، التي كانت هدف موسكو الأساسي في اجتماع الأسبوع الماضي لمنتجي أوبك وغير المنتجين في فيينا، يجد الروس أنفسهم الآن متورطين في حرب أسعار مريرة مع السعودية، ثاني أكبر منتج للنفط في العالم وأكبر مصدر للنفط.

وتابع كولين قائلاً «يمكن أن يكون لعواقب التداعيات بين موسكو والرياض تأثير عميق ليس فقط على الاقتصاد الروسي، ولكن أيضًا على طموحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأوسع لتعزيز النفوذ الروسي في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الشرق الأوسط، حيث يعتمد الاقتصاد الروسي بشكل كبير على عائدات موارد الطاقة الهائلة في البلاد، لكن مع وجود بعض من العقوبات الأمريكية الفعالة بشكل متزايد، إضافة إلى التباطؤ العام في الاقتصاد العالمي الناجم عن وباء فيروس كرونا، أدى إلى انخفاضات كبيرة في قيمة الروبل، حيث أصبحت الحالة المالية في موسكو الآن تحت ضغط متزايد نتيجة لقرار السعودية بشن حرب نفطية ضد روسيا».

وبين كاتب المقال، أن الدافع الأساسي وراء هذه الخطوة السعودية هو حماية حصتها في سوق النفط العالمية، التي تتعرض للتهديد مع مزيج من الطلب الضعيف والقوة المتجددة لصناعة النفط الأمريكية، ونظراً لأن السعوديين يتمتعون بتكاليف إنتاج نفط منخفضة تبلغ نحو من (6 إلى 7) دولارات للبرميل، لذلك فإنهم قادرون على التعامل مع انخفاض أسعار النفط بكل أريحية، بينما تحتاج دول مثل روسيا -التي لديها تكاليف استخراج أعلى بكثير- إلى أن تكون الأسعار العالمية في مستوى 50 دولارًا على الأقل للبرميل لتحقيق أرباح، وبالتالي فإن خفض أسعار النفط إلى نحو 31 دولارًا للبرميل سيؤثر بشدة على الاقتصاد الروسي.

وألمح «كولين» إلى أن الاعتبار المهم الآخر للسعوديين هو أنهم من خلال تقويض قوة الاقتصاد الروسي سيجبرون الكرملين على إعادة التفكير في طموحاته على المسرح العالمي، وخصوصا في الشرق الأوسط، حيث حلفاء موسكو الرئيسيون هم إيران ونظام الأسد في سورية، ففي السابق، حاولت الرياض إقناع موسكو بأن مصالحها ستخدم بشكل أفضل من خلال العمل مع السعوديين بدلاً من طهران.