غلاف الرواية.
غلاف الرواية.
حميد الكفائي
حميد الكفائي
-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
يتنقل بنا الكاتب حميد الكفائي بين الريف العراقي والمدينة، عبر روايته الجديدة «عابر حدود»، الصادرة عن دار ضفاف للنشر – بغداد.

وبلغة بسيطة رقراقة تدور الأحداث في أرياف ميمونة والسدير فنسمع أهازيج فلاحيها وهم يتطوعون لحماية أرضهم من الفيضان، حيث تقوم الأهزوجة بإيقاعها على رفع الروح المعنوية للمجتمعين وتخلق الألفة بين الفلاحين.. بينما النصف الثاني كان معظمها ببغداد تقريباً.


وبلغة العارف للحياة الداخلية لهذا الريف يعرض الكاتب عادات الريف وتقاليده، فنشم رائحة هيل القهوة في مضيف السادة آل مارد، «مع بزوغِ شمس كلِ صباح تُقرَعُ دقاتُ (الهاون) في مضيف السيد علي المارد في ميمونة حيث تُطحَنُ حبوب البُن بعد تحميصها على الجمر في المقلاة المخصصة لهذا الغرض، ثم تُصنع منها القهوةُ ممزوجةً بحبيبات الهيل العطرة وتقدم حارةً فواحة إلى روّادِ المُضيف. ودقاتُ الهاونِ هذه، التي تخترقُ صمتَ الحقول والبساتين متفوقةً على أصوات الطيور والماشية، منسجمةً مع هدوءِ الطبيعةِ، مسموعةً على مسافاتٍ بعيدة في القرى المجاورة، تعتبر إيذاناً بفتحِ المضيفِ أبوابَه لرواده، ودعوةً لكل من يسمع هذه الدقاتِ المنطلقةَ إلى عنان السماء من أبناء القرى المجاورة أو المارةِ في الطرق والدروب الزراعية للتجمعِ في المضيف».

ويحظى بيت المارد باحترام ومحبة الناس، كونهم «سادة»، أي ينتسبون إلى الرسول الكريم، كما جرت العادة في الجنوب باحترام السادة، وهذا الأمر أفضى إلى مهابة وتقدير لرجالهم، تمثل في سيادتهم لمنطقتهم.

تمتد الرواية على مدى جيلين من العهد الملكي وحتى قيام الجمهورية دون أن يحدد بالضبط تاريخ الأحداث ووقوعها. يشير الروائي إلى مسألتين في العمل، وهما علاقة الناس بالدين ومسألة الافتراق الطائفي، ولم أجدهما زادا من الرواية شيئاً.