الحميري متحدثا وإلى جواره حامد والكحلاوي وجمال عطا.
الحميري متحدثا وإلى جواره حامد والكحلاوي وجمال عطا.
-A +A
علي فايع (أبها)
alma3e@

وصف الدكتور اليمني عبدالواسع الحميري شاعر اليمن عبدالله البردوني بـالـ«هامشي» في حياة اليمنيين، وأنّ العقل العربي عقل رثائي ينشط بعد موت المبدع، وأضاف الحميري في الليلة العربية التي أحياها أكاديميون من أقطار عربية مختلفة في مجلس ألمع الثقافي وقدم لها الدكتور عبدالله حامد أنّ الزبيري ثائر حقيقي قاد حركة التغيير، لكنه في النهاية أصبح مختطفاً هو الآخر بعد موته من كلّ القوى السياسيّة الشريرة في اليمن. وذكر الحميري أنّ حزب الإصلاح يدعي في أدبياته بأنّ «الزبيري» مؤسس الحزب، متسائلاً عن المقالح القامة الفكرية والأدبية الكبيرة أين هو اليوم، إذ لا يكاد يمرّ أسبوع إلاّ ويقرأ قصيدة منسوبة للمقالح كذباً، لأنّ كلّ القوى المجرمة الخبيثة في اليمن تقوّله ما لم يقل، وللأسف أن من طبيعة المقالح أنه لا ينفي ما ينسب له، وأكد الحميري أنّ النخب تحولت إلى كتل صماء تتصارع فأوصلت اليمن إلى ما هو عليه الآن بسبب استدعاء الديموقراطية التي تحوّلت إلى سلاح في مواجهة الآخر وجعلها وسيلة من وسائل تجارته، وتحولت النخب إلى منتمٍ «لحزب أو قبيلة»، أو «لا منتمٍ» لكنه نادر ومهمش يعيش كالبعير الأجرب.


فيما تحدث الدكتور التونسي محمد الكحلاوي عن الثقافة التونسية التي قال إنّها نشأت على التآخي بين الشرعي والأدبي، نتيجة مساهمة مشايخ الدين في قراءة الأدب، وأضاف أنّه ظهر جيل جديد يقرأ الثقافة قراءة عصرية وينتجها، حيث اتجه التحديث في تونس إلى العقلانية، وذكر الكحلاوي أنّ الرواية التونسية لم توفّق ولا الروائيين التونسيين حتى فاز شكري المبخوت بجائزة البوكر العربية، وأعاد ذلك إلى الظلم الكبير الذي وقع على الأدباء التونسيين الجيدين لتوظيفهم اللهجة التونسية والمغاربية غير المنتشرة في أعمالهم مثل علي الدوعاجي، الذي جدد في القصة التونسية لكنه لم ينتشر بسبب استعماله اللهجة الدارجة في الكتابة، بعكس اللهجة الخليجية التي ساهم الغناء في انتشارها ممثلاً بمحمد عبده وطلال مداح.

الدكتور المصري جمال عطا تحدث عن الثقافة المصرية والتبعية الذهنية، وذكر أنّ مجيء «محمد علي» أوقف المثقف المصري عن إنتاج الثقافة، لانشغاله بالبحث عما يمس الحياة المعاشة، واتهم النقد في مصر بأنّه في الغالب لم يقدم جديداً، واستشهد بمجلة «فصول» التي قدمت المناهج الحديثة «البنيوية، التفكيكية» وغيرهما، لكنها لم تسهم في إنتاج نصوص جديدة.