-A +A
علي الحازمي
أغلقتُ

للشجنِ المسافرِ في فؤادي شارعاً


وفتحتُ للنایاتِ بابْ

في الأُمسیاتِ الدافئاتِ وَجدْتَني

وأَنا وَجدْتُكَ - دونَ أَنْ تدري -

وَجدتُكَ في الغیابْ

اخترتَني شفقاً مجازیاً

لِتحرُسَ بالتماعِكَ رَغْبَتِي

واخترتُ أَنْ أَبقى بعیداً

عن مدارِكَ، حرةً منِّي ومنكَ

ومن غِوایاتِ السحابْ

**

قمرٌ بیجٌ

كانَ یَدْلِفُ في غیابِكَ حُجْرَتي

لینامَ قُربَ وِسَادَتي

یدنو لِیَلْمَسَ في الزُمُرُّدِ حُرْقَتِي

مُتعجباً مِن لیلِ نجواكَ الألیمِ وجمرهِ ؟!

زمنٌ طویلٌ

كانَ یجلسُ في انتظارِكَ باسماً

لم تلتفتْ یوماً إلیهِ

ولم تُحرِّكْ مِن بعیدِكَ ساكناً

كانَ الوصولُ إلى التمَاعِكَ

مُبتغَى النایاتِ حینَ تُرافِقُ المعنى

إلى شَغَفِ الوجود

وأَنتْ مِن نَزَقٍ

تُواري التِیهَ في عینیكَ

أَقْصَتْكَ الكواكبُ عن مجرةِ لیلِا

نَغَماً شَریداً في النشید

**

أَنا وأَنتَ

متى خَطَوْنَا على جَنَاحِ الریحِ

تأخذُنَا مواعیدُ التذكرِ

مِن مَنَافِي صَمْتِنَا

اثنانِ یجمعُنَا الشتاتُ

متى انتثَرْنَا على احتمالٍ شاسعٍ

في روحِنَا

اثنانِ مَنْ مِنَّا یفكرُ

خارجَ المعنَى قلیلاً كي یُلامِسَ

ظِلَّ رغبتِهِ القدیمَ وتَوقَهُ

**

حَدِّقْ مَلیَّاً

في صفاءِ الكونِ، في شجرِ الحیاة

في غیمةٍ طلتْ

على الأَدابِ والذكرى،

ناكَ وَجدتني، وناكَ تَسبقُنِي

إلى طَیْفِي تباریحُ الدموع

حَدِّقْ مَلیَّاً

في التباسِكَ بالسعادةِ

حِینَ یَسنِدُكَ الفراغُ وضُمَّنِي

حُضْناً حَقیقیاً یَشدُّ على ارتجافةِ

لیلِكَ الخالي الضلوع