أحمد عبداللطيف
أحمد عبداللطيف




أحمد الملا
أحمد الملا




عبدالسلام الحميد
عبدالسلام الحميد
-A +A
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
تنهمر على الفضاء العربي ترجمات لآداب وعلوم وفلسفة وفكر الآخر وتتبنى دور نشر تسويق المنتج الثقافي الغربي، وتحفل معارض الكتب بأعداد لا حصر لها من الأعمال المترجمة عن لغات حيّة، فيما لم يحظ الأدب العربي والسعودي بالعناية اللازمة لترجمته للغات وشعوب لم تتحرر صورة المشرقي والمسلم في أذهانهم ويعتريها شيء من الضبابية بحكم التباسات الصراع وتنامي العنف في بعض المناطق وتبني بعض الغربيين الانطباع النمطي عن حياتنا الثقافية والاجتماعية الفقيرة من الإبداع والفن كما يرى بعضهم.

وربما اعتنت بعض دور النشر الغربية بترجمة أعمال محدودة لرصد وتعقب الجانب الخفي من حياة العرب بناء على قناعات المستشرقين وتصورهم للإنسان العربي.


وتعد أعمال الروائي عبدالرحمن منيف التيه، والأخدود من أوائل الأعمال المترجمة إلى لغات أجنبية، تليها روايات غازي القصيبي شقة الحرية، وسبعة، وحكاية حب المترجمة للغة الانجليزية، إضافة لأعمال حديثة ليوسف المحيميد ورجاء الصانع.

ويعزو المترجم العربي أحمد عبداللطيف إهمال ترجمة الإبداع العربي إلى عدم عنايتنا بالترويج لثقافتنا، إضافة إلى كون المؤسسات غير مهتمة بتسويق الثقافة العربية والإسلامية. ويرى أن كل الدول بما فيها أفقرها حريصة على نشر لغتها وثقافتها وأدبها وتخصص من أجل ذلك دعماً ومنحاً ونحن لا نفعل، وأكد أن العالم العربي لا يترجم ١% مما يترجم في إسبانيا وحدها، ويذهب إلى أننا لم نحرص على أن نكون كياناً إبداعياً في المشهد العالمي، ما تسبب في غيابنا عنه.

ويؤكد القاص عبدالسلام الحميد أن أزمة ترجمة إبداعنا تتقاطع مع غياب الرؤية والإستراتيجية الثقافية محلياً وعزوف الآخر عن ترجمتنا سوى ما يطمح إليه من تأكيد مقولة أو توجه سياسي أو أيديولوجي، وتطلع الحميد إلى تأسيس هيئة للكتاب معنية بفرز الإنتاج السنوي واختيار النوعي وترجمته، ويرى أن حالة الإهمال والتراخي ارتبطت بعملية إنتاج الكتاب، بدءاً من تقديم الاعتبار للمنصب والموقع بصرف النظر عن الجودة كون أعضاء مجالس إدارات الأندية يطبعون إنتاجهم في أندية وفق آليات تبادل منافع، إضافة إلى بحوث ودراسات عن أعمال أعضاء مجلس الإدارة، وناشد وزارة الثقافة باستبدال فعاليات الأيام الثقافية المعطلة حالياً بسبب كورونا وإحلال الترجمة محلها، واختيار مؤهلين للترجمة، وإيثار ما يستحق من نماذج الثقافة والإبداع السعوديين وترجمة النوعي إلى اللغات الأجنبية، وتوزيع المنتج الثقافي السعودي محلياً وخارجياً باحترافية، ما يسهم في إزالة الغشاوة وتحجيم الضبابية التي رانت على المجتمعات العربية بحكم عدم توفر ما يزيل الصور النمطية وأناط مجمل المسؤولية بالإبداع شأننا في استبطان التصورات الإيجابية عن بلدان شرقية وغربية بسبب قراءتنا أعمال تولستوي وغوركي وهمنجواي وماركيز وبوشكين وبرنارد شو وكزانتزاكي بلغتنا العربية.

فيما كشف رئيس مشروع أفلام السعودية الشاعر أحمد الملا عن تبني مركز (إثراء) مبادرة جسور لترجمة قصائد عدد من الشعراء السعوديين إلى اللغة الفرنسية والإسبانية، وأكد ضرورة إثراء المحتوى المترجم عبر تأهيل مترجمين متخصصين ويملكون ذائقة أدبية، وتساءل عن سر احتكار الترجمة في مسار واحد ينقل إلينا ولا ينقل عنا، ويرى الملا أن البعض وقعوا في خطأ الترجمة الاجتهادية وغير الحكمة عبر دار نشر ومترجم افتراضي، ما يفقد الأعمال الرصينة قيمتها، وشدد على أن الإبداع مؤثر في إزاحة التشوهات النمطية عن الشخصية العربية والسعودية، وحمّل المؤسسات الأدبية مسؤولية العناية بالترجمة كماً ونوعاً عبر دور نشر عالمية بالمعنى الاحترافي وبها محرر ثقافي وغير انتقائية، وأكد ضرورة تحكيم الأعمال المرشحة للترجمة على أن تشمل الفكري والفلسفي والفني والأدبي.