جانب من حضور الأمسية في أدبي الأحساء.
جانب من حضور الأمسية في أدبي الأحساء.




الأمير خالد بن سعود يستلم شهادة تقديرية من رئيس أدبي الأحساء.
الأمير خالد بن سعود يستلم شهادة تقديرية من رئيس أدبي الأحساء.




عبدالله الفارسي
عبدالله الفارسي
-A +A
عبدالله عبيان (جدة) Abdullah_Obian@
كسر نادي الأحساء الأدبي التابو، واستطاع في خطوة تحسب له المصالحة بين الفصحى والعامية بعد أن استمرت القطيعة بينهما سنوات طويلة، إذ نظم النادي مساء الأربعاء الماضي أمسية شعرية للأمير خالد بن سعود الكبير بحضور عدد من المثقفين وعشاق الشعر، وتألق فارس الأمسية في إلقاء العديد من القصائد الوطنية والعاطفية والوجدانية.

الأمسية التي احتضنتها قاعة أحد الأندية الأدبية تأتي بعد سنوات طويلة من تكريس القطيعة بين الفصحى والعامية التي نادى بها عدد من النقاد والمثقفين، فضلاً عن الجامعات السعودية، بدعوى أن العامية تعتبر معول هدم للفصحى، وبذلك لم تشهد الأندية الأدبية قبل الأربعاء الماضي وقوف شاعر عامي على منبر النادي لإلقاء قصائده.


من جانبه، قال الأمير خالد بن سعود الكبير لـ«عكاظ» إن هذه البادرة من نادي الأحساء الأدبي عززت التآخي بين الفصحى والعامية، لافتاً إلى أن الشعر فن جماهيري إبداعي سواء كان بالفصحى أو بالعامية، وانتقد الأمير خالد من يرى أن العامية معول هدم للفصحى ووصف إقصاء النص العامي بالتطرف الثقافي، وتساءل لماذا حارب الفصحويون القصيدة العامية ولم يحاربوا استخدام العامية في الدراما والأغاني وغيرها؟ وقال إن نجاح الأمسية وحضور النخب الثقافية ساهم في تبديد المخاوف والهواجس التي كرسها بعض الفصحويين دون مبرر. ووجه الأمير خالد الشكر لنادي الأحساء الأدبي ممثلاً في رئيسه الدكتور ظافر الشهري وأعضاء مجلس الإدارة. عدد من الشعراء تفاعلوا مع مبادرة أدبي الأحساء، إذ قال الشاعر والإعلامي عبدالله الفارسي إن تعدد اللهجات وتنوعها ميزة تغذي اللغة الفصحى على امتداد جغرافيتها التي انصهرت فيها الكثير من الشعوب واللهجات. وأضاف الفارسي: إن بعض المؤسسات الثقافية في السنوات الماضية تعمدت إقصاء العامية بلا مبررات، إذ نجد أن الأندية الأدبية لا يمكن أن تستضيف شاعراً عامياً، وكذلك الجامعات وغيرها، في حين نجد أن تلك المؤسسات نفسها لا تقف بالشراسة ذاتها ضد الفلكلور الشعبي المتمثل في العرضة وغيرها من الفنون الإيقاعية التي يردد المشاركون فيها قصائد عامية، وهذا التناقض يضع الكثير من علامات الاستفهام والتعجب أيضاً. وحول كسر أدبي الأحساء لهذه القاعدة غير المستحبة - على حد وصفه - أوضح الفارسي أن رئيس النادي أقدم على خطوة جريئة تحسب له، مبيناً أن هذه البادرة من القائمين على أدبي الأحساء قد تؤسس لنظرة معتدله داخل مؤسساتنا الثقافية لتعيد حساباتها في التعامل مع هذا الفن المهم الذي فرض نفسه بقوة تأثير شعرائه ووعيهم. من جهة أخرى، قال الشاعر عبدالله عطية الحارثي إن ردة فعل بعض الفصحويين والمثقفين تجاه الشعر العامي فيها الكثير من الإجحاف والمبالغة، إذ إنهم يكرسون خطورة العامية ويرون بأنها شطط قد يصل إلى حد الكارثة، بل ومهدد خطير للغة الفصحى، وهذا تضخيم غير مبرر، فالعامية تستقى أغلب مفرداتها من الفصحى وتتكامل معها في الكثير من الجوانب، ولها إيقاعاتها وجمالياتها الصوتية التي لا يليق بثقافتنا ومثقفينا تجاهلها أو التقليل منها أو محاربتها.