-A +A
تهاني الجريسي Tahani-sa2011@hotmail.com
لا نريد أن تتكرر مثل المجزرة التي حصلت في المسجدين في نيوزيلندا أخيرا، أو تحدث أيةُ مخاطر على المجتمع، وعلى الإنسانية جمعاء.

نريد حلولاً فوريةً وجذريةً، ونريد توعية المواطن لمثل هذه الأعمال، وأقترح أن تدرج مناهج الدفاع عن النفس في المدارس السعودية؛ لتوعية المتعلمين بكيفية التصدي لمثل هذه المجازر لو حصلت مستقبلا.


والدفاع عن النفس موجود في الإسلام، وجاء من باب حفظ النفس البشرية، ولا يتحقق هذا المطلب إلا بمنهج واضح في الحياة يضمن عدم إلحاق الضرر بها بكافة الوسائل المشروعة، والدفاع عن النفس في الإسلام هو بذل الوسع واستفادة الجهد البدني والمعنوي في سبيل منع اعتداء الآخرين ودفع أذاهم، لأن مشروعية الدفاع عن النفس كانت واضحة، قال تعالى: «ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل»، وفي الحديث الشريف: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المومن الضعيف»، صحيح مسلم.

ومما لا شك فيه أن مجزرة مسجد النور بنيوزيلندا كانت فاجعة وصدمة للعالم أجمع، وهي عمل إرهابي كارثي مجرد من الرحمة والقيم والمبادئ الإنسانية، ويتنافى مع الأعراف والديانات، ولي مع هذا الموقف مآخذ عدة أولها أن المصلين اتخذوا اتجاهات جماعية محددة وهي زوايا المسجد، والاستسلام كان واضحاً؛ فجميعهم متراصون لم تكن مبادرة الدفاع عن النفس واردة لهم من هول الصدمة، لم يتخذوا أي مبادرة دفاع، ثانيا كان هناك مصل بجانب الإرهابي حاول أن ينجو بنفسه ولكن الطلقات كانت أقرب له من أن ينجو بنفسه، فلو طرحه أرضا وشتت توازنه، أو لو اتخذ المصلون نوافذ المسجد للهروب، أو لو كانت اتجاهاتهم خلف أو بجانب الباب كان سهلاً النيل منه والانقضاض عليه، ومع ذلك كله؛ لا ينفع الوضع إن لم تتخذ إجراءات تغيير تحد من الإجرام العشوائي المتطرف.

وتزداد الحاجة ليكون لدينا مناهج وأساليب للدفاع عن النفس نظرية وعملية، من ضمن المناهج الدراسية لمواجهة مثل هذه الاعتداءات.