-A +A
هِتاف طرابيشي - إعلامية hetaftarabishi@
الصورة النمطية التي نراها بالعدسة المكبرة لعالم «السوشال ميديا» هو امتلاؤه بالترفيه والحرية والمال والشهرة، والتعرف على شخصيات جديدة ومفيدة.. لكن الصادم لي أنني وجدت النقيض عند ولوجي إلى ذلك العالم الوهمي.. وعند وغولي كهوفه المظلمة ظهرت أمامي خفايا أذهلتني.. رأيت الخداع والنفاق والنرجسية والغدر والحسد، ونشر المعلومة المغلوطة، وعدم المسؤولية، والمصالح الكاذبة، والتلاعب بالمشاعر، والشائعات، إلا من رحم الله.. كل ذلك لزيادة قيمة الدخل من الإعلانات وغيرها.

لماذا انشغلنا عن أهدافنا الحقيقية التي خُلقنا من أجلها؟!، هل من أجل أهداف دنيوية لن تستمر طويلاً؟!.. ولماذا وقع بعضنا فريسة لبراثين أناس تخلوا عن مبادئهم وأخلاقياتهم؟.. ولماذا لهثنا خلف متعة تنتهي سريعاً نحسبها «حقنة دواء» وهي في الواقع «حقنة داء»؟!.. وحين تقرر النجاة والخروج من ذلك العالم تجد أننا أصبنا بأضرار وخيمة لحقت بمستقبلنا وطموح فئات تأثروا بمتابعتنا.. يا ليت كان لدينا محتوى يُستفاد منه، إلا أننا عندما بلغنا الشهرة وصرنا من «مشاهير السناب» ضربنا بعرض الحائط أهمية فحوى المحتوى، فأصبح جُلّ همِنا المال. لما كنت أقلِّب صفحات كتاب «نقطة تحول سرمدية» استوقفني ما كتبه الكاتب: «أهم الشروط في منظوري الشخصي أن تكون سرد مشكلتي لا تشمل أطرافاً أخرى وإن كان فيها ما سترني الله فلا أجني على نفسي بنشرها، فكلنا خطاؤون».. وقفت عند كلمة «الستر»، وهي التي اختفت من حياتي اليومية حين أقحمت الجميع بمشاهدتها عبر برنامج «السناب شات».


أخيراً؛ لكل من يحب أن يبقى على قيد الحياة الواقعية، نصيحة مِن شخص له سابق تجربة دعوها وابتعدوا، فهو عالم وهمي وحقيقة مزيفة بعيدة كل البعد عن الواقع الذي نعيشه.. هي رصاصة قتلت القيم وتلاعبت بالعقول.. فالحمد لله الذي أخرجني من الظلمات إلى النور.. وحقٌ لكم عليّ أن أنقل لكم الصورة التي رأيتها في هذا العالم المخادع.. عودتي لكم ستكون مقننة.