-A +A
خالد بن هزاع الشريف khalid98alshrif@
•• قصد مكتبي لزيارتي فأحسست بشجن أخفاه عني.. سألته مخففاً عنه: ما بك يا صديقي الشاب؟.. قال على استحياء: أريد منك التوسط لي للحصول على وظيفة بديلة.. طرحت عليه سؤالاً تعجبياً: ألم تكن على وظيفة ليست كالوظائف؟.. رفع رأسه متحسراً وكأن الدم صعد لدماغه وأجاب: ماذا أفعل يا عمي؟!، مدير الشركة قرر الاستغناء عن خدماتي بتطبيقه المادة 77 من نظام العمل.

•• أعلم يقيناً أن العليم الرزاق سوف يعوِّض هذا الشباب المُبرِّز ذا القدرات والإمكانيات العالية.. وأعلم يقيناً أن الموظف السعودي يحافظ على النعمة و«لقمة العيش».. وأعلم يقيناً أن المغتربين المقربين من مالكي المؤسسات التجارية يتسلقون أكتاف الموظفين المواطنين للتفرد بمميزاتها.. وأعلم يقيناً أن الملاصقين للمدير الوافد وذوي قرباه وصداقته وأبناء أرضه يحظون بالوظائف.. فلا يختلف هنا تجميل القبيح عن تشويه الجمال.


•• أما المادة 77 فأضحت مهدداً للاستقرار الوظيفي.. هذه المادة فتحت الباب للاستغناء الجماعي عن العاملين.. هذه المادة أجازت الفصل التعسفي لمواطن يترأسه وافد.. هذه المادة أصابت الموظف السعودي بالفزع من «دكاكين» في القطاع الخاص يديرها مغتربون ليسوا أكفاء.. هذه المادة أصبحت شبحاً يطارد الموظف المواطن في ليله ونهاره وفي يقظته وسباته.. فنحن لا نبحث عن الإدانة بل نحاول إيجاد الحل.

•• تلك هي «همبكة» الوظائف الهوجاء التي ينتهجها بعض مالكي المنشآت الخاصة.. وذلك هو حال من ليس لهم في العير ولا في النفير داخل مؤسسته.. فقط يمتطي هودجه على أعناق موظف غلبان.. هذا النوع تشعشع كُرهاً على موظف تميز بالتوهج.. أولئك هم من يعادون التفوق ويخافون المواهب الشابة اللامعة.. هؤلاء لا يرتاحون إلا إذا تحطَّم تمثال الموظف الماهر إلى أحجار متناثرة.